وصلت صواريخ
القسام إلى عمق إسرائيل وشملت كل مدنها في رد على التصعيد الإسرائيلي واجتياح القوات الإسرائيلية لقطاع
غزة في ثالث عملية لإسرائيل منذ عام 2009، وأطلقت إسرائيل على العملية اسم "عملية الجرف الصلب".
وجاءت العملية على خلفية التوتر في الضفة الغربية ومقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وفتىً فلسطيني من مدينة القدس حرقه المستوطنون حيا. واستفادت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية من عملية خطف المستوطنين الثلاثة وبدأت تصعد تجاه غزة، فبعد سلسلة من الاعتقالات في مدن الضفة الغربية التي طالت ناشطي حماس، بدأ الطيران الإسرائيلي غاراته على القطاع التي لم تنقطع خلال الأيام الماضية، وردت كتائب القسام وفصائل
المقاومة بإمطار المدن الإسرائيلية بوابل من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب وحيفا. فيما تعهد نتنياهو بتوسيع الحملة. وأقرت الحكومة نشر 40 ألف جندي، فيما واصلت إسرائيل غاراتها على القطاع واستهدفت مساء الأربعاء أحد مسؤولي حركة الجهاد في غارة استشهد فيها وخمسة آخرون.
واستشهد حافظ حمد، قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي عندما أسقط الطيران الإسرائيلي قنابل على بيته في بيت حانون، فيما شنت غارات أخرى على جنوب القطاع ومدينة رفح وقتل فلسطينيان جراءها. وواصلت المقاومة إطلاق الصواريخ حيث بلغ عدد ما أطلق منها خلال الـ 24 ساعة الماضية أكثر من 100 صاروخ، وسمعت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب وفي هدارا، وبلغ عدد إجمالي الصواريخ التي أطلقت منذ بداية العملية 117 صاروخا، فيما اعترضت القبة الحديدية 29 منها.
وبحسب المصادر الصحية في مدينة غزة فقد بلغت حصيلة القتلى 284 شخصا، وجرح 180 شخصا. في غضون ذلك هاتف الرئيس الفلسطيني عباس عبدالفتاح السيسي، وناقش معه تطورات الأوضاع حيث أخبر السيسي أن مصر تهدف لوقف إطلاق النار في أسرع وقت.
وبالتوازي مع هذا قرر عباس عقد جلسة طارئة للقيادة الفلسطينية لمناقشة التصعيد الإسرائيلي.
وأشارت القناة الثانية الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ حملة مهاتفة للبيوت التي يريد استهدافها ويطلب من أهاليها مغادرتها. ويعترف محللون عسكريون إسرائيليون بأن حماس والجهاد الإسلامي تملكان ترسانة متفوقة من الصواريخ، وبحسب الصحافي والخبير بالشؤون الأمنية؛ يوسي ميلمان، فلدى الحركتين 400 صاروخ طويل المدى. ويقول إن قدرات حماس والجهاد هي أربعة أضعاف ما قدرته المخابرات الإسرائيلية. وأضاف أن هناك ما بين 30 و40 صاروخا دمرتها الغارات الإسرائيلية فيما تم استخدام أربعين صاروخا حتى الآن.
وكتب ميلمان في تغريدة: "بقي حوالي 300 صاروخ جاهزة للاستخدام في الأيام العشرة القادمة".
ويقول محللون إن صواريخ "حماس" وصلت إلى أبعد نقطة لها داخل إسرائيل، وتقع هاديرا بين حيفا وتل أبيب. وبثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي صور مشاركين في حفل زفاف في أشدود وهم يفرون بعد وصول صواريخ القسام إليها.
وسقط صاروخ غراد قرب قاعة الاحتفال وأحدث أضرارا فيها. وسمعت أصوات انفجارات فوق منطقة شارون في تل أبيب. وفي وقت سابق أكد الجيش الإسرائيلي أن صاروخا ضرب القدس، وأعلنت حماس أنها أطلقت صواريخ أم-75 على القدس الغربية، كما أعلنت الكتائب عن وصول صواريخ آر-160 لحيفا. وأصيب سكان إسرائيل بالذعر وسمعت صفارات الإنذار في كل المدن الإسرائيلية واضطر مشاركون في حفلة موسيقية في القدس لإخلائها.
وقالت فرق الإنقاذ إن صاروخا أصاب مستوطنة خارج القدس. وبحسب راديو إسرائيل فقد دمر الصاروخ بيتا. ونتيجة لوصول الصواريخ للقدس أعلنت بلدية تل أبيب- حيفا عن فتح كل الملاجئ، فيما أعلن الجيش عن تعليمات للسلامة نشرها على موقعه وموجهة لكل سكان إسرائيل. كما وأعلنت بلدية القدس عن رفع درجة الخطر للون الأحمر. وشملت تعليمات بلدية القدس للسكان: "ابقوا في الأماكن المحمية لمدة 10 دقائق حتى تحصلوا على تعليمات جديدة وبعدها يمكنكم الخروج. في المساحات المحمية اجلسوا على الأرض تحت الشباك. ونطلب من السكان الإبقاء على المداخل فارغة حتى يتأتى للسكان الهروب للملاجئ".
وعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي موتي ألموز قائلا، إن الدفعة الجديدة من صواريخ حماس ضربت مناطق لم تصلها من قبل. ووصف ألموز حملة إطلاق الصواريخ من غزة بأنها كثيفة وأمطرت كل المدن الإسرائيلية. وفي إجراء احترازي قررت سلطات سجن عسقلان نقل 200 سجين لسجن آخر بعيدا عن حدود غزة.