منذ ازدياد وتيرة الاعتداءات
الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، استهدف السلاح الحربي الإسرائيلي الجوي والبحري والبري المنتشر على طول القطاع، الأراضي الزراعية والخالية في معظم أرجاء القطاع، بالعشرات من الصواريخ والقذائف.
ويسعى الاحتلال للقضاء على "منصات الصواريخ"، والأنفاق، التي يعتقد أن حركة حماس شيدتها تحت الأرض، بالإضافة إلى بث حالة من الرعب والهلع في صفوف الفلسطينيين، من خلال تكرار
قصفه لتلك الأراضي الزراعية والخالية، حسبما يرى مراقبون في أحاديثهم المنفصلة.
واعتبر رئيس مركز أبحاث المستقبل، في
غزة، إبراهيم المدهون أن "الأراضي الزراعية والخالية تشكل هاجسًا لدى إسرائيل، حيث تعتقد أنها ممتلئة بالعشرات من منصات إطلاق الصواريخ، لذلك تقوم بضربها باستمرار بشكل عشوائي لعلها تصيب بعض هذه المنصات".
وقال المدهون :" يبدو واضحا أن إسرائيل فقدت بنك أهدافها وغير قادرة على قصف أهداف حقيقية وبشرية؛ لقدرة المقاومة على التمويه وحماية نفسها، لذلك لجأت إسرائيل إلى شن الغارات على الأراضي".
وتشن إسرائيل منذ مساء الاثنين الماضي سلسلة من الغارات المتواصلة على أنحاء قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد".
وتسببت الغارات، باستشهاد العشرات، وإصابة المئات، بجراح متفاوتة، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل الفلسطينية.
بدوره، قال محمود الحرثاني، محاضر "الدراسات الثقافية والترجمة"، في جامعة الأقصى، بغزة، إن المقاومة الفلسطينية، تضطر لاستخدام الأراضي الزراعية الفارغة، مكانًا لإطلاق الصواريخ، بسبب ضيق مساحة القطاع.
وأضاف: "تسعى إسرائيل من خلال قصفها المتواصل للأراضي الزراعية إلى تدميرها، بذريعة تدمير منصات الصواريخ، لكنها تسعى كذلك لضرب الأمن الغذائي، وترويع المواطنين وإحداث أكبر فوضى ممكنة بينهم وفي منازلهم المجاورة لبؤر الاستهداف".
وتبلغ مساحة قطاع غزة 360 كيلو مترا مربعا، يقطن فوقها نحو 1.8 مليون نسمة، مما يجعلها أكثر المناطق في العالم اكتظاظًا بالسكان، وفق خبراء.
ويتفق فايز أبو شمالة، المحلل السياسي، والكاتب في صحيفة "فلسطين" المحلية الصادرة من قطاع غزة، مع سابقيه في أن إسرائيل تسعى من خلال القصف للأراضي الفارغة إلى تدمير "منصات الصواريخ".
وأضاف: "جهل إسرائيل بما يجري من أعمال مقاومة على الأرض في غزة لعدم وجود متخابرين معها يزودونها بالمعلومات، وإفلاس بنك أهدافها، جعلها تستهدف الأراضي بشكل شبه يومي، اعتقادًا منها بأنها منصات لصواريخ غزة".
ويعتقد أن "بنك الأهداف مفلس لدى إسرائيل نتيجة لحملات القضاء على المتخابرين التي نفذتها الحكومة السابقة في قطاع غزة، والذين كانت تعتمد عليهم إسرائيل في كسب معاركها"، وفق قوله.
وفي ذات السياق، يرى أبو شمالة أن إسرائيل تسعى من خلال قصف الأراضي الزراعية، إلى بث حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين الفلسطينيين، من خلال إحداث أصوات عنيفة ومرعبة وأضرار في المنازل المجاورة".
وأضاف: "كما تسعى إسرائيل إلى بث الاطمئنان في المجتمع الإسرائيلي، وخلق حالة من الرضا بين صفوف مواطنيه وكسب الرأي العام فيه، من خلال إعلانها شن العشرات من الغارات على غزة، في ظل حالة السخط في صفوف الإسرائيليين على حكومتهم".
واستدرك: "لو دققنا في معظم الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع لوجدنا أنها تستهدف أراضي فارغة وكثبان رملية أو مواقع ومباني خالية تم استهدافها من قبل".