كشف الموقف الرافض من قبل الصحفيين العاملين بجريدة "روزاليوسف" القبول بتعيين "فاطمة السيد أحمد" رئيسة للتحرير عن العلاقة التي تربط بعض الصحفيين بالمؤسسة العسكرية
المصرية، وأنها كانت أحد معايير هذه التعيينات.
وقد تفاخرت فاطمة بعلاقتها القوية بالجيش، واستقوت بها على معارضي تعيينها بمنصبها في "روزاليوسف".. بعد أن تم اختيارها رئيسة للتحرير في حركة التعيينات الأخيرة لرؤساء التحرير التي أقرها المجلس الأعلى للصحافة.
ونظم الصحفيون احتجاجا على هذا التعيين الأربعاء أمام نقابة الصحفيين، واحتجوا على طريقة تعامل فاطمة معهم التي وصفوها بأنها متعنتة وغير لائقة، مطالبين المجلس بإقالتها من رئاسة تحرير الجريدة .
ورددوا هتافات تقول: "فاطمة بيه يا فاطمة بيه.. إنتي جيش ولا إيه" ، "مش عايزينها مش عايزينها.. مجلس أعلى بينا وبينها.. ويا صلاح عيسى ساكت ليه.. انت معاها ولا إيه؟".
كما رفعوا عددا من اللافتات تقول: "صحفيو روزاليوسف يرفضون الإهانة.. والمجلس الأعلى ظلمنا.. ووظيفة شاغرة.. مطلوب رئيس تحرير"، وعايزين
صحافة حر.. العيشة بقت مرة".
وهدد الصحفيون باتخاذ خطوات تصعيدية أكبر، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، كالاعتصام داخل المؤسسة. وتقدم أكثر من 71 منهم بمذكرة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين، مطالبين بإقالتها لما بدر منها في أقل من 48 ساعة على توليها المسئولية من إهانات وخروقات لا يقبلها أحد تجاه جميع الزملاء بلا استثناء، على حد تعبيرهم.
واتهم الصحفيون رئيسة التحرير الجديدة بالإساءة للمؤسسة العسكرية مستغلة عملها كمحرر عسكري، وتهديدها للمحرر أحمد عبد العليم، الذي اشتبكت معه لفظيا، وقامت بـسبه على الملأ، قائلة له: "أنا ممكن أحبسك.. أنا جيش"، وهو بالتأكيد ما يرفضه الجميع، بحسب قولهم.
ومن جانبه، قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، إن من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف علي بعض رؤساء تحرير الصحف القومية الذين تم إعلان أسمائهم السبت الماضي، مؤكدا أن المشكلات تنحصر في 4 جرائد من بين 55 صحيفة كان متقدما لها 450 صحفيا وصحفية".
لكن استمرار اشتعال الأزمة دفع نقابة الصحفيين إلى إعلان عقد اجتماع طارئ لبحث أزمة التغييرات الصحفية، وهو الاجتماع الذي تم إلغاؤه لعدم اكتمال النصاب القانوني للأعضاء الحاضرين.
ومن جهته، قدم جمال عبدالرحيم، وكيل نقابة الصحفيين، وعدد من أعضاء المجلس، طلباً جديدً لضياء رشوان، نقيب الصحفيين، لعقد اجتماع لمجلس النقابة، بعد فشل انعقاد الاجتماع السابق، لعدم اكتمال النصاب القانوني، لبحث أزمة التغييرات الصحفية التي أصدرها المجلس الأعلى للصحافة.
وقال أسامة داوود، عضو مجلس النقابة، إن النقابة تتواصل حاليا مع المجلس الأعلى للصحافة لتغيير رؤساء تحرير الصحف ممن يرفض صحفيو مؤسساتهم تعيينهم، حتى تستقر الأوضاع داخلها، خصوصا أنه من الضروري اختيار رؤساء التحرير بتوافق من الزملاء العاملين في المؤسسة، وأنه على المجلس الأعلى للصحافة تعديل قرار تعيين رؤساء التحرير لمنع حدوث كارثة.
وأضاف داوود: "اتصلت بجلال عارف، رئيس المجلس الأعلى للصحافة، لاحتواء الموقف، فقال لي: رؤساء تحرير الصحف الذين صنعوا أزمات داخل مؤسساتهم يجب تغييرهم ولست راضيا عن بعض التغيرات التي حدث"!
لكن الكاتب الصحفي خالد السرجاني سخر من جلال عارف. وقال في تعليق صحفي له: "لماذا لم يعلن المجلس منذ البداية عن إلغاء التعيينات التي قام بها الإخوان، وجاء بالذين عينهم المجلس العسكري بدلا من إضاعة كل هذا الوقت؟