قال الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي إن "البعض ربما قد فهم صبر حكومة الوفاق وتعقلها في التعامل مع قضية
عمران، على أنه ضعف أو تخل عن المسؤولية، وخرجوا عن المنطق وعن الحلول السلمية بالميل إلى العدوان والحرب".
وأضاف بأنه "لا يمكن التحدث عما يحصل هنا بمعزل عما يدور من صراع في المنطقة، خصوصا في العراق وسوريا، متهماً قوى إقليمية تدفع بكل قوتها لجعل البلد ساحات صراع إقليمية".
وشدد على أن "المطلوب الآن، ودون مواربة خروج كل الجماعات المسلحة من غير أبناء محافظة عمران وعودة
الحوثيين إلى صعدة مع تسليم كافة الأسلحة والمعدات وإخلاء كافة المباني والمعسكرات التي تم الاستيلاء عليها من جماعة الحوثي، مطالبا بالعمل بكل ما هو ممكن من أجل تجاوز الأحداث المؤلمة بمزيد من التلاحم والوحدة والاصطفاف الوطني ورفع الوعي المجتمعي بمخاطر الصراعات ذات النزعات الجهوية والطائفية والمناطقية أو الحزبية باعتبارها مسؤولية تقع على كافة القوى السياسية بكل مكوناتها".
وأكد الرئيس اليمني أنه "لا يمكن التهاون أمام استمرار هذا الصراع، وسيتم العمل بكل حزم وقوة للبدء في استرجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كل الأطراف دون استثناء، وسيتم العمل على
إخلاء كافة المواقع وخاصة من جماعة الحوثيين."
ووقوفا على خطاب الرئيس هادي، يرى الباحث والمحلل السياسي عبدالفتاح البتول أن "خطاب الرئيس هادي وحديثه عن مأساة عمران يُعبر عن موقف هزيل، وقياده مهزوزة ومؤامرة مركبة، تتجلى من خلال توجبه طلب المتمردين الحوثيين إخلاء عمران والعودة إلى صعدة، وكأنما صعده أصبحت إقطاعية بيدهم".
وأضاف لـ"عربي 21" أن "كلام هادي يشبه كلامه قبل فترة عن الخطوط الحمراء، فيه قدر كبير من الاستهانة بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كرئيس دوله وقائد أعلى للجيش".
وأوضح بأن "موقفه من المتمردين الحوثيين حتى الساعة يثير الشك والريبة من أنه يتلاعب بهذه القضية الكبيرة والمصيرية لحساب ملفات أخرى"، وهو بذلك يلعب بالنار ويفتح على الوطن أبواب جهنم.. وإذا لم يتصرف الرئيس هادي، باعتباره رئيسا للدولة وقائدا أعلى للقوات المسلحة والأمن فقد يكون الحل في داعش والقاعدة".
وحول هذا الأمر تحديدا، أكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب الرشاد اليمني بأن "الرئيس هادي، يريد توحيد الإرادة المجتمعية والسياسية بعد سقوط عمران ومتخوف من سيناريو العراق والشام في سقوط الدولة".
وأضاف لــ"عربي21" بأن " الدعوة منه إلى تسليم السلاح من قبل الحوثيين والرجوع إلى صعدة لوقي بفتح الحوثيين الحرب في الجوف في الصفراء وغيرها، مما يدل أن حديث الرئيس، ليس على مستوى الحدث."
وأشار إلى أن "منطق الحوثيين هو الهروب إلى الحرب واستخدام القوة، من استحقاق تسليم السلاح وتطبيق مخرجات الحوار الوطني". مؤكدا بأن "الخطاب، عموما، يحمل شيئا من الجدية التي ليست على المستوى المطلوب، وتداعياته الواقعية، لا تدل على أي تغيير، وذلك بسبب الحاضن الدولي والإقليمي للعملية السياسية وهي المفتاح لتفعيل كثير مما جاء في كلام الرئيس هادي".
من جهته، قال الأكاديمي والمحلل السياسي إبراهيم ياسين بأن" خطاب الرئيس هادي، يدعوا للتوافق ونبذ العنف وتطبيق مخرجات الحوار الوطني".
وأضاف لــ"عربي 21"بأن " حديث هادي، حمّل موقفا مرتبكا، نتيجة العجز الحاصل الذي يعاني منه الاقتصاد اليمني "، كما أنه "لا يمكن أن نغفل مخطط تنظيم القاعدة، وداعش بشن هجوم على السعودية، وستكون اليمن إحدى ساحات انطلاق ذلك المخطط".