لم يفارق اسم سجى حميد الدليمي، صفقة "النصرة" والنظام السوري للإفراج عن راهبات معلولا، بعد مفاوضات دامت لأشهر.
فالأرملة
العراقية، التي تقترب من الثلاثين من العمر، كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن عدة مواقع أنه عندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال، مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري صبيحة الأول من تشرين الأول الماضي.
لكن الوصول إلى يبرود سبقته مفاوضات معقدة، اتضح في كل مراحلها أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وأن اللوائح التي كان يرفعها أبو عزام الكويتي إلى الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت "النصرة" بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تهبط إلى ما يقارب الـ 150 اسما في النهاية.
وكادت العملية كلها تتعطل، بانتظار أن تعبر الدليمية الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، وخلال المفاوضات الأولى في كانون الأول الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين.
اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر "النصرة" و"
داعش" و"الكتيبة الخضراء"، ليس لموقعها "الجهادي" الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات "الجهادية" الثلاث، في العراق وسوريا. فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو أحد "أمراء داعش" في سوريا.
وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ"داعش"، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.
وتعرفت الدليمي على "الجهاد" عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو أحد قادة "جيش الراشدين"، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الأنبار في العام 2010.