اتهم الأمين العام لحركة النهضة
التونسية، ورئيس الوزراء السابق، على العريض، أطرافا سياسية، لم يسمها، بتوظيف الأحداث
الإرهابية ضد الائتلاف الحاكم سابقا وحركة النهضة، لـ"النيل" منهم.
وقال العريض خلال مقابلة مع وكالة "الأناضول" تنشر لاحقا، "حصل توظيف سياسي للعمليات الإرهابية التي جرت في البلاد طوال الفترة الماضية، فقبل أن يُدفن الشهداء وقبل حمل الجرحى إلى المستشفيات، تجد بعض الأصوات التي تسارع مباشرة بتوجيه الاتهام إلى أطراف سياسية إلى التروكيا وإلى حركة النهضة، بدلا من اعتبار هذه الآفة".
والتروكيا هي ائتلاف بين حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، حكم تونس من كانون الأول/ديسمبر 2011، إلى 27 كانون الثاني/يناير 2014.
وأضاف الأمين العام لحركة النهضة "ظاهرة الإرهاب خطر على الجميع وتستهدف الجميع، وبالتالي يجب أن نواجهها موحدين وألا نختلف عليها، لكن تجد البعض يوظف حدث من الأحداث في إطار النيل من الخصم أو في إطار إفشاله أو النيل من القاعدة الانتخابية وهذا حصل أكثر من مرة".
ومضى قائلا "نجتهد في حركة النهضة ليقع النأي بهذه الأحداث عن أي توظيف سياسي فالبلد يجب أن يكون موحدا ضد هذه الآفة ونأمل أن نصل إلى ذلك".
ورأى العريض أن الاحتقان السياسي والاجتماعي الذي شهدته تونس خلال حكم "الترويكا"، ساهم في "إضعاف قدرة الدولة على مواجهة الظاهرة الإرهابية".
وأوضح: "قلت ذلك مرارا حتى لما كنت وزيرا للداخلية، وصرحت وتحدثت أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي (أعلي سلطة سياسية في البلاد) وأوضحت للأحزاب أننا في تونس لا نستطيع بالمؤسسة الأمنية التي هي في حالة بناء معنوي وقانوني من حيث الوسائل ومن حيث التجهيزات ومن حيث الأفراد، أن نواجه تحديين كبيرين من جهة ضبط الأمن والتعاطي مع الإضرابات والاعتصامات والجريمة المنظمة والحدود وفي نفس الوقت التعاطي".
وتابع: "طلبت منهم (الأحزاب) أن يخفضوا من الاحتقان السياسي والاجتماعي حتى تركز الوحدات الأمنية ومعها الجيش على آفة الإرهاب".
ولكن، بحسب العريض، "قليل منهم استجابوا ولذلك وجدنا أنفسنا نخوض حربين في نفس الوقت وهذا أنهك كثيرا قوى الأمن ولكن تقدمنا كثيرا في الواجهتين".
وقتل مساء الأربعاء الماضي 15 جنديا، و"إرهابي''، واحد، فيما أصيب 22) جنديا آخرين في منطقة "هنشير التلة"، في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب)، بعد هجوم شنته مجموعتان "إرهابيتان"، بحسب وزارة الدفاع التونسية. وتشهد تونس عمليات متقطعة ينفذها متشددون منذ عام 2011.
ووجهت أحزاب تونسية خاصة في ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري اتهامات لحركة النهضة بالوقوف وراء الأعمال الإرهابية في حين تؤكد الأبحاث الأمنية وأعمال القضاء التونسي مسؤولية تنظيم أنصار الشريعة المحظور عن تلك الأحداث.