أشاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر الدكتور محمد المسفر بأداء المقاومة الفلسطينية في قطاع
غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأكد أنها "استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة على الرغم من سنوات الحصار والتواطؤ المصري والعربي الرسمي ضدها".
وأشار المسفر في تصريحات لـ "قدس برس" إلى أن المقاومة الفلسطينية قادرة بجهودها الذاتية على تحقيق أهداف أكبر وأعظم في مواجهة الاحتلال لو سلمت من المؤامرات من بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر.
وقال "إن المقاومة في قطاع غزة بكل فصائلها حققت إنجازا كبيرا في مواجهة العدوان فاجأ القريب منها والبعيد، على الرغم من الحصار الشامل لأكثر من 8 أعوام، وهي قادرة على تحقيق أهداف أكبر لو سلمت من المؤامرات من بعض الدول العربية، وتتحمل مصر المسؤولية الكاملة لفشل أو للإجهاز على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بطريقة ديبلوماسية أو فعلية، ومبادرتها للتهدئة كانت تصب في صالح إسرائيل، وليس فيها بند واحد لصالح المقاومة يبرر قبولها".
وتساءل "ماذا يضير مصر وأنصارها الذين يؤيدونها في العالم العربي لو تضمنت المبادرة أدوات تنفيذية لإطلاق جميع المعتقلين الذين تم اعتقالهم بعد الإعلان عن مقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية؟ وماذا يضير مصر أن تطلب رفع الحصار وفتح جميع الأبواب لغزة في انتقال البشر والبضائع وتعود إلى طبيعتها قبل العام 2006؟ وماذا يضير مصر لو كانت الحدود مفتوحة مع غزة؟ وماذا يضير مصر إقامة ميناء ومطار في غزة بإشراف أمني فلسطيني ـ مصري؟ وماذا يضير مصر أن تكون غزة قوية، ذلك أن قوة غزة من قوة مصر وحماية لأمن مصر".
ورأى المسفر أن كل من يؤيد المبادرة المصرية للتهدئة "لا يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني بل هو ينفذ هدفا إسرائيليا في القضاء على المقاومة"، معتبرا أن "الدول العربية التي تقف إلى جانب المبادرة المصرية، لا تريد خيرا لفلسطين وإنما همهم الوحيد هو دحر المقاومة لأنها ترفع شعارا إسلاميا، ولذلك فتدمير غزة وضرب المقاومة يحقق هدفا لبعض الأنظمة العربية وهو القضاء على الحركة الإسلامية، وبالتالي فهذه الأنظمة هدفها الأساسي ليس دحر الاحتلال بقدر ما هو تكسير إنجازات المقاومة بعيدا عن السلطة الفلسطينية التي لم تعد لها أي مكانة في ما تبقى من عمرها" بحسب ما يرى.
وأضاف: "ضرب المقاومة الفلسطينية وحصارها عربيا تحت شعار استئصال أو إضعاف الحركة الإسلامية يحقق هداف إسرائيليا بامتياز".
وانتقد المسفر بشدة أداء السلطة الفلسطينية في مواجهة العدوان، وقال: "عباس يدير شركة ذات مسؤولية محدودة اسمها السلطة الفلسطينية، يبحث عن تعظيم أرباحها المالية والسياسية ولا يبحث عن شأن الشعب الفلسطيني، وهو يتجول في العواصم العربية والأجنبية لتعظيم الأرباح بأن يعمل جاهدا لكبح جماح المقاومة في الضفة والقطاع، وقد رأينا بأعيننا كيف أن الأمن في الضفة يضرب المتظاهرين المتضامنين مع غزة بينما كان يجب على هذا الأمن أن يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل أولا، شركة عباس شركة مفلسة تعيش على المعونات من العالم العربي والمعونة الأمريكية ولا مستقبل لها"، على حد تعبيره.