في جلسة ماراثونية، امتدت لنحو 7 ساعات، تحدث فيها 60 مندوب دولة بالأمم المتحدة، حول الوضع في
غزة، لم تخرج واحدة من أطول جلسات مجلس الأمن الدولي بأي نتيجة حول الموضوع.
بدأت جلسة الأمن الساعة الحادية عشرة صباح الثلاثاء، وانتهت السادسة مساء نفس اليوم بتوقيت نيويورك، وشهدت كلمات أكثر من 60 متحدثا من مندوبي الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكما بدأت الجلسة انتهت دون التوصل لأي نتيجة، غير الإعلان عن مشروع القرار الأردني الذي أعلن عنه بشكل رسمي نائب المندوب الدائم للملكة الأردنية الهاشمية محمد المحمود.
ويدين مشروع القرار الأردني جميع أعمال العنف والإرهاب ضد المدنيين، ويدعو إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات
الإسرائيلية من قطاع غزة، وامتثال اسرائيل وحركة
حماس لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، بما في ذلك معاهدة جينيف الخاصة بحماية المدنيين في وقت الحروب.
وعلى الرغم من إعلان نائب المندوب الأردني عن توزيع مشروع القرار على بقية أعضاء مجلس الأمن، إلا أن سفيري بريطانيا وفرنسا الدائمين لدى الأمم المتحدة أكدا للصحفيين خلال انعقاد الجلسة أنهما لم يطلعا بعد على مشروع القرار.
الأمر استدعى نائب المندوب الأردني محمد المحمود إلى أن يطلب الكلمة مرة أخرى من رئيس الجلسة ليؤكد أن مشروع القرار سيتم توزيعه اليوم (الثلاثاء) على جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 15 عضوا.
وانتهى النقاش المفتوح في الجلسة بكلمة من نائب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ديفيد راؤوت، اتهم فيها المملكة العربية السعودية وإيران بخوض حرب بالوكالة في سوريا.
كما تحدث ممثلو الدول الغربية دائمو العضوية في مجلس الأمن في إفادتهم عن الحرب التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد ضد مواطنيه في سوريا منذ أكثر من 3 أعوام.
وقال دبلوماسيون عرب، عقب انتهاء الجلسة، إن تركيز ممثلي واشنطن وباريس وفرنسا وأستراليا على الحرب "الوحشية" التي يشنها الرئيس السوري على شعبه، هي محاولة لتشتيت الانتباه عن المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
ممثل باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مسعود خان، قال في إفادته لأعضاء المجلس إن "العقاب الجماعي لشعب غزة يجري بثه حيا على شاشات التليفزيون".
بينما انتقد الممثل الدائم للبرازيل، أنطونيو باتريوتا، قيام مجلس الأمن بتوفير الحماية للمدنيين في ليبيا وسوريا، وتجاهل المجلس للمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع.
الممثل الدائم لنيكاراغوا، دعا في إفادته إلى قبول فلسطين في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية، وليس فقط بصفة "مراقب"، كما هو عليه الحال الآن.
أما نائب الممثل الدائم لجنوب افريقيا، ماشاباني، فقد استشهد بمقولة لزعيم جنوب افريقيا الراحل نيلسون مانديلا "إن الحرية لدينا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين".
وفي مقابل هذه المواقف المساندة للشعب الفلسطيني، دعا ممثل، كندا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق بشأن ما تردد من قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) بتسليم الصواريخ التي قيل إنه عثر عليها الأسبوع الماضي في أحد مدارس الأنروا بغزة، إلى حركة حماس.
في حين ألقت السفيرة الأميركية، سامنثا باور، باللوم على الصواريخ وقذائف الهاون التي تطلقها حماس من غزة، واعتبرتها السبب الرئيسي لاستمرار سقوط الضحايا من المدنيين في كل من غزة وإسرائيل، على حد سواء.
وتشن إسرائيل منذ السابع من يوليو/ تموز الجاري، سلسلة غارات عنيفة ومكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، قبل أن تتوسع فيها وتبدأ توغلا بريًا محدودًا الخميس الماضي.
واستشهد 639 فلسطينيًا وأصيب 4040 آخرين، بجراح متفاوتة، في غارات إسرائيلية، على مختلف أنحاء قطاع غزة، منذ بدء العملية العسكرية في يوم 7 يوليو/ تموز الجاري.
وفي المقابل، أسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل 30 إسرائيليا، بينهم 2 مدنيين، وإصابة 435 معظمهم بحالات "هلع" منذ بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة يوم السابع من تموز/يوليو الجاري، وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، فيما أكدت كتائب القسام مقتل 52 جندياً إسرائيلياً.