أكد الكاتب الاسرائيلي عاموس هرئيل أنه بعد صعوبة توقيع تسوية "الهدوء يرد عليه بالهدوء"، يقف جيش بلاده أمام خيارين وهما؛ "إما أن يختار الاستمرار على ما يقوم به، وإما أن يشن عملية أكثر طموحا قد تجبي منها خسائر كثيرة".
وقال في مقالته في صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، الأربعاء: "قد يستمر القتال إذا لم توجد تسوية سريعة، وستضطر إسرائيل إلى أن تختار بين إمكان أن تقوم بالشيء نفسه (ما يسميه تمشيط الأنفاق وجباية ثمن من
حماس على صورة المواجهة في الشجاعية) وبين الاتجاه إلى إجراءات عسكرية أقل طموحا".
لكن هرئيل اعتبر أن الدخول بعملية برية واسعة هو "تحد صعب"، محذرا من قدرات حماس القتالية قائلاً، إن "الذين يدعون إلى عملية برية واسعة ويتخيلون احتلال المنطقة المأهولة من
غزة كلها، لا ينظرون بجدية كافية إلى القدرات التي طورتها حماس. فالقطاع اليوم ليس غزة في سنة 1967 بل ليس حتى مدن الضفة الغربية في عملية "السور الواقي"، فهو تحدٍ أصعب يمكن التغلب عليه بحسب تقديرات المختصين، لكن ثمن الخسائر لا يستهان به.
معركة عقول بين الطرفين.. وقدرات الضيف
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى ما أسماها معركة العقول، وقال "أعدت حماس لإسرائيل مفاجأة حقيقية باستعمال الانفاق الهجومية. وقد طور مستوى استعداد وأهبة المنظمة بصورة ملحوظة في السنوات الخمس ونصف السنة التي مرت بين الرصاص المصبوب والعملية الحالية".
وأضاف أن "الرجل الذي يقف وراء هذا العمل هو المطلوب القديم محمد ضيف الذي عاد الى رئاسة الذراع العسكرية بعد تصفية أحمد الجعبري في نهاية 2012. ويقول الفلسطينيون إن الجعبري لم يكن يعمل في الأشهر التي سبقت موته مثل قائد إرهاب، بل أغراه الخروج لبقاء طويل في مصر بعد أن أخرجته الأجهزة الاستخبارية هناك من الحصار الغزي إلى فنادق القاهرة وقت إجراء التفاوض في صفقة شاليط".
ونوه هرئيل إلى أن الضيف قد أعطى كل مجهوده في مشروع حفر عشرات الأنفاق التي أُعدت ليوم الفصل. متسائلاً: هل قرأت إسرائيل الصورة قراءة صحيحة؟ وهل لاحظت في الوقت المناسب المسار الاستراتيجي الذي قاده ضيف حينما دفع منظمته إلى المعركة الحالية؟.
وفيما يتعلق بالقتال نفسه من طرف الاحتلال، قال الكاتب إن "وزير الدفاع ورئيس الاركان يظن أن وحدات الجيش الاسرائيلي التي تعمل في القطاع تُظهر روحا معنوية عالية، وتُكيف نفسها مع طبيعة المنطقة وتستخرج دروسا سريعة من اخطاء الايام الاولى. وكما كانت الحال في معارك سبقت سيكون مكان بعد ذلك لتحقيقات مفصلة. ومع ذلك تُبين معلومات تأتي من الميدان أنه وقعت أخطاء يبدو أنها تنبع من التأليف بين عدم تجربة القتال في منطقة مبنية في القطاع، ومشكلات تخطيط ونقص من التدريب المركز بقدر كاف على تحدي القتال ولا سيما تحت الارض".
وختم مقالته بالحديث عن الكثير من الأخطاء التي وقع بها الجيش الإسرائيلي، والتي أدت إلى مقتل جنود وتفجير العديد من آلياته، مؤكداً أن هناك مشكلة تخطيط وتوجيه في الجيش.