أقدم مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية "
داعش"، الخميس، على
تفجير ضريح
النبي يونس عليه السلام والجامع الذي يقع فيه.
وقال شهود عيان في
الموصل لـ"عربي 21" أن مسلحي داعش أبلغوا سكان البيوت المجاورة لجامع النبي يونس بالرحيل عنه، لأنهم سيقومون بتفجير الجامع والضريح، وقال أحد شهود العيان "في الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم قام مسلحو داعش بأمر الناس بالإجلاء من بيوتهم القريبة من المسجد لأنهم سيقومون بالتفجير"، وأضاف " قالوا لنا إن التفجير سيكون قويا وأمرونا بفتح نوافذ البيوت" .
وأكد شاهد العيان أنه بعد تبليغهم بذلك بساعة تم سماع صوت انفجار كبير، فيما صور ناشطون لحظة التفجير والتي تبين أن تنظيم داعش كان قد فخخ جميع أجزاء المكان، حيث سقطت المنارة وهدم المكان بالكامل .
وتبين الصور التي التقطها سكان المدينة بعد التفجير إلى أن ما قام به تنظيم داعش لم يقتصر على الضريح، بل تعدى جميع أجزاء الجامع الذي يعتبر من أكبر الجوامع الموصل مساحة ويقع على تلة عالية من المدينة .
يقول احمد والذي يقع بيته بالقرب من الجامع لــ عربي 21 " بعد التفجير ذهبنا إلى المكان لنراه قد صار أكواما من الحجر لم يبق للجامع أي أثر سوى بعض الأجزاء التي لم يطالها التفجير"، ويكشف أحمد أن مسلحي داعش انسحبوا بعد التفجير، فيما توافد الناس إلى المكان ليعاينوه، ويضيف " تفاجئت بما حدث أصابنا الذهول، حيث توقعنا أن يهدموا كل الأضرحة في المدينة إلا ضريح النبي يونس " .
سكان الموصل عبروا عن حزنهم الكبير لما حصل لمكان يقولون انه من أهم معالم المدينة حيث يقول يوسف المشهداني " لم يتفجر الجامع فحسب بل تفجرت قلوبنا وعيوننا من الحزن والبكاء "، فيما قال أبان ادريس وهو احد الناشطين في المدينة " يونس يغادرنا ثانية بلا رجعة، فلا بحر يتقاذفه ولا حوت يلتقمه، ولا عزاء لمدينتي " ويضيف " يونس ظلمناك مرتين فصيرناك اليوم ركاماً تلملمه ذاكرتنا المنهكة بأوجاعها " .
ومن الجدير بالذكر أن جامع النبي يونس يقع في وسط الموصل وهو جامع تاريخي يقع على السفح الغربي من تل التوبة، ويقصده السياح والزائرون من كل حدب وصوب، حتى أن القدماء من سكان المدينة يقولون أنه كان محطة أساسية للحجيج الأتراك عندما يقصدون مكة عن طريق الموصل.