قال موقع "ديبكا" الاستخباري
الإسرائيلي إن هناك قيادة إقليمية، وليست فقط إسرائيلية تدير
العدوان على
غزة.
وأضاف الموقع في تقرير أصدره بتاريخ 25 تموز/ يوليو الجاري: "في الظاهر، ثلاثة رجال هم الذين يديرون عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية في غزة: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز. إلا أن هذه ليست القصة الكاملة. على المستوى الإقليمي، وبحسب معلومات حصرية حصل عليها موقع ديبكا من مصادر استخباراتية، هناك قيادة عليا مشتركة هي التي تصدر عنها فعلياً كافة القرارات، وتتكون من العاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو"، وفق ما جاء في تقرير الموقع.
وأشار الموقع إلى أن هذه "الترويكا" في حالة تواصل دائم حول مجريات الأمور في الحرب، وتتشاور فيما بينها بشأن الخطوات القادمة.
وزعم الموقع أن الملك السعودي عبدالله ونتنياهو "يبذلان جهودا مضنية للحفاظ على سرية الاتصالات بينهما، وذلك بسبب الحساسية السياسية والدينية للعلاقة بينهما"، مضيفا أن هذه الاتصالات "تجري بشكل مباشر، وسري، بين كل من الأمير بندر بن سلطان، الذي عينه الملك عبد الله مؤخرا مستشارا ملكيا خاصا من جهة، ورئيس الموساد تامير باردو من جهة أخرى".
وقال الموقع الاستخباري الإسرائيلي إن "حوار السيسي مع نتنياهو يجري بشكل غير مباشر من خلال فريق يتشكل من ثلاثة رجال من قسم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هم: رئيس الشين بيت يورام كوهين، والذي يتردد على مصر بشكل منتظم، والجنرال الاحتياط عاموس جلعاد، الذي يبقي مدير المخابرات المصرية محمد أحمد فريد التهامي الباب مفتوحا أمامه على مصراعيه، والمنسق السياسي لوزراة الدفاع الإسرائيلية إسحاق مالخو، كبير مستشاري نتنياهو وموضع ثقته".
وأضاف تقرير الموقع: "إنها المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط التي تشن فيها حرب إسرائيلية ضد عدو عربي ومسلم بشكل مشترك مع دولتين عربيتين. والأكثر من ذلك، أن داعمي حملة إسرائيل الحربية ضد غزة هم أكثر الدول العربية ثراء وأكبرها حجما: المملكة العربية
السعودية ومصر"، وفق ما زعمه التقرير.
وأشار الموقع إلى أن التعاون بين هذه الدول الإقليمية يقوم على عدة مبادئ، تتضمن قيام إسرائيل بتحطيم حركة "حماس" مهما طالت مدة الحرب، بمقابل تعهد السعودية بتغطية تكلفة الحرب، وتنفيذ عمليات إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب بالتعاون مع الإمارات ودول خليجية أخرى، فيما تقوم مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية بالعمل على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفا لحكومة حركة "حماس".
وبحسب التقرير، فقد تعهد نتنياهو بالموافقة على إعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة دولة فلسطينية تحت الوصاية السعودية-المصرية، بمقابل تعهد مصر والسعودية بمنع أي ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف الحرب، وقد تم ذلك، بحسب الموقع، من خلال طرح المبادرة المصرية التي كانت تعلم هذه الأطراف أنها سترفض من قبل "حماس"، وستقبل بارتياح من قبل إسرائيل، ما شكل مبررا للحكومة الإسرائيلية باستمرار حربها على غزة، وبأقل حد ممكن من الضغط الدولي، بذريعة رفض "حماس" للمبادرة المصرية، كما جاء في تقرير الموقع.
ويذكر أن السعودية نفت بشكل رسمي أي دور لها بالحرب على غزة، وأكدت عبر بيان نشرته السفارة السعودية في بريطانيا أن السعودية "تقف كما فعلت دائما مع الشعب الفلسطيني، وحقه بالتحرير والعودة لوطنه".
وقالت السفارة السعودية في بريطانيا في بيانها إن "الوحشية وعدم توازن القوى بين الجيش الإسرائيلي والشعب الفلسطيني المضطهد في غزة هي جريمة ضد الإنسانية (...) والادعاء بأن المملكة العربية السعودية، التي التزمت دعم وحماية حقوق جميع الفلسطينيين في تحديد مصيرهم وتكريس سيادتهم، بأنها تدعم العدوان الإسرائيلي هو بصراحة وقاحة بشعة"، على حد تعبيره.
وهاجم البيان إسرائيل معتبرا أنها لا تدافع عن نفسها، إنما تقتل الأطفال الأبرياء وعائلات بأكملها.
وأوضح أن "إسرائيل بحاجة إلى مساعدة، ولكن ليس في شكل الطغيان والبطش والمزيد من العمل العسكري المجنون، إنما بحاجة إلى المساعدة في رؤية أن العدوان الذي تقوم به يزيد من ضعفها فقط، ويقوم بعزلها، كما أنها تقوم بخلق جيل بعد جيل من الرجال والنساء الذين لا يعرفون الخوف ولغة الرصاص، بل زيادة الكراهية فقط وبالتالي الانتقام"، بحسب البيان.
وأبدى السفير السعودي في لندن من خلال البيان أمله أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو "للأصوات داخل المجتمعات اليهودية" التي تنادي علنا بإيقاف العدوان، والاستجابة إلى "مطالبهم العاقلة".
وأكد في البيان أن "أي تعامل من قبل المملكة السعودية مع إسرائيل بشكل غير مباشر اقتصر على محاولات لتحقيق السلام، وأن أي بحث بسيط من قبل أي محلل مهني سيظهر مبادرة الملك عبد الله للسلام في قمة بيروت".
وأضاف: "حاولنا وسوف نستمر في محاولة القيام بكل طاقتنا لتحقيق السلام العادل، ولن نقبل أبدا بدعم أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني".
واختتم السفير السعودية بيانه بالقول: "تأكدوا أننا نحن شعب وحكومة المملكة العربية السعودية لن نتخلى عنهم (الفلسطينيين) وسوف نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم في مطلبهم الشرعي للعودة إلى وطنهم والأراضي التي استولت عليها إسرائيل بصورة غير مشروعة بلغة النار والقهر والظلم".