انتقد الكاتب
الإسرائيلي بوعز بسموت، في مقاله الذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الأحد، السياسة الأمريكية الخارجية، التي أظهرت "الجهل مرة أخرى بموالاتها لقطر ومبادرتها على حساب مصر ومبادرتها" على حد تعبيره.
وقال: "تعالوا نتخيل لحظة مواجهة عسكرية لا سمح الله بين الولايات المتحدة والمكسيك، يُطلب فيها إلى فنزويلا هوغو تشافيز (الراحل) وكوبا أن تتوسطا. فهل يخطر ببال أحد أن تكون واشنطن مستعدة لقبول هاتين الوسيطتين العدوتين اللتين لا اتصال لها بهما البتة؟". وأردف: "ينبغي أن نفرض أنه لو كان ذلك لردتهما واشنطن وبلا أدب".
واستنتج أنهم على ما يبدو "يتوقعون في واشنطن اليوم من إسرائيل أمورا لا تتفق والعقل السديد. فقد نقل وزير الخارجية الأمريكي أول أمس (الجمعة) إلى إسرائيل اقتراحا كان مكتوبا باللغة الإنجليزية في الحقيقة، لكن بترجمة عن اللهجة
القطرية العربية. وكان اقتراح
كيري أثريا، فقد وعد بتعمير غزة وبالحفاظ على الأنفاق في الوقت نفسه أيضا". وأشار إلى أنه "ربما يجب أن نبين للأمريكيين أن متسادا جزء من تراثنا، لكن لم يعد أحد هنا معنيا بالانتحار".
وأوضح أن "حقيقة أن المجلس الوزاري المصغر رفض اقتراح كيري بالإجماع، لم تجعله يدرك أن شيئا ما ليس على ما يرام، وأمس (السبت) في اجتماع وزراء الخارجية الخاص في باريس أحاط نفسه بستة من نظرائه وفيهم المدافعان عن حماس، وزير الخارجية القطري العطية ووزير الخارجية التركي داود أوغلو". واقترح الكاتب أنه "يجب على شخص ما ذات مرة أن يفحص من قريب لماذا تستمر إدارة أوباما على الفانتازيا في كل أمر يشبه الإخوان المسلمين أو يتصل بهم".
ويرى أن "اجتماع وزراء الخارجية في باريس كان مثيرا للاهتمام، لا بسبب المشاركين فيه، بل بسبب أولئك الذين غابوا عنه أو لم يُدعوا إذا أردنا الدقة. إن إدارة أوباما فقط تستطيع أن تنظم اجتماعا من غير الجهات ذات الصلة، وهي مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية".
ويقول: "يصعب أن نفهم كيف لا تستغل واشنطن هذا الاجماع النادر بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية والسعودية على تسوية وقف إطلاق النار وتتجه إلى القطريين خاصة. هل يمكن أن أوباما يعتقد أن مصر ليست ديمقراطية بقدر كاف كما كانت في عهد مرسي؟ أربما تكون قطر خاصة هي الديمقراطية من وجهة نظر واشنطن؟ كم هو محزن أن واشنطن أيضا تتحمس لقطر التي ليست هي أكثر من فقاعة غاز مع صوت في الأمم المتحدة".
ويضيف أنه "ليصعب أن نفهم المنطق الأمريكي. عندهم شعور بأن الإمارة الصغيرة في الخليج هي قوة صاعدة وعندها جبال من المال. وأهم شيء منذ كان الربيع العربي الذي أخطأ فيه أوباما طول الطريق أن قطر تُرى صاحبة قناة إلى الإسلام الأصيل".
ويقول: "نحن نشهد خطأ استراتيجيا قاسيا للأمريكيين الذين ينجحون في إغضاب حليفات جدية وقوية كإسرائيل ومصر والسعودية لصالح وهم كقطر وتركيا اللتين نجحتا في منازعة كل جاراتهما. ونقول بمناسبة ذكر
تركيا: أربما حلت كل مشكلاتها في قبرص، وكيري وحده يعلم ذلك؟".
ويضيف: "احتاج كيري إلى عدة ساعات اليوم ليدرك أنه لكي تحرز واشنطن التهدئة التي تطلبها فإنها تحتاج إلى شيء من التحسين. يجب الاقتراب من مصر حتى دون الابتعاد عن قطر. ومن الواضح من وجهة نظر إسرائيل أن كل اتفاق على هدنة يجب أن يُمكنها من إنهاء علاج الأنفاق".
ويختم مخاطبا الرأي العام الإسرائيلي بأن "أوباما ما زال في سنة رئاسته السادسة يعاني من قلة الخبرة. فما هو مقدار اليقين الذي يمكن أن يتولد لديك لتشعر بأن الأمريكيين على حق، بعد تأييدهم الطرف الخطأ؟".
الطرف غير الصحيح أن تكون على يقين من أن الأمريكيين على حق؟".