يوما إثر آخر، يتضح أن جبهة القلمون التي احتفل
حزب الله والنظام السوري بالسيطرة عليها قبل شهور، وقالوا إن معركتها قد حسمت، ما زالت تشكل نزيفا مستمرا لكليهما، وهو أمر بات يثير الكثير من اللغط في الأوساط الشيعية التي لا ترتاح لسيل
القتلى القادمين من
سوريا، لكن قلة منها من يجرؤ على رفع الرأس بالحديث في الأمر.
في هذا السياق، نعى حزب الله يوم الأحد أحد عناصره، واسمه علي أحمد أبو طعام، من بلدة الطيبة الجنوبية، كما نعى المقاتل حسين علي جابر من بلدة بني حيان وسكان برج البراجنة.
وقالت مصادر
لبنانية إن الحزب كان نعى ليلة السبت أيضا، المقاتل حمزة ياسين، إبن شقيقة أمين عام الحزب حسن نصرالله، وهو من بلدة العباسية، وكما هي العادة، جاء في بيان النعي أنه "قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي في الدفاع عن المقدسات".
وكان الحزب بحسب دوائر شيعية جنوبية، قد نعى خلال الأيام السابقة تسعة من مقاتليه سقط خمسة من بينهم على جبهات "مورك"، وأربعة على جبهة "القلمون"، التي ما زالت تستنزف الحزب، رغم حديث متواصل عن السيطرة عليها.
وتشير تلك الدوائر إلى أن جبهة القلمون تواصل تصدير القتلى إلى لبنان، وذلك أثناء مساعي الحزب لتأمين خطوط الإمداد لمقاتليه، الذين يقعون في كمائن ينصبها مقاتلو المعارضة في تلك الجبهة، وذلك في ظل عجز جيش النظام عن تأمين الإمداد اللازم لمقاتلي الحزب.
ولا يتوقف قتل حزب الله وخسائره عند جبهة القلمون، إذ إنهم لا يزالون يتولون جبهة ريف دمشق ومقام السيدة زينب أيضا، وزاد العبء عليه بعد انسحاب لواء أبي الفضل العباس وكتائب "عصائب أهل الحق" إلى العراق، بعد التطورات التي أعقبت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل ومناطق أخرى.