انتقدت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية في افتتاحيتها الجمعة، تحت عنوان "مواضع خلل مقلقة في الجيش"، أسلوب إدارة المعركة في
غزة من قبل الساسة والقادة العسكريين في الكيان الإسرائيلي، وأشارت إلى مواطن ضعف يقابلها القليل من مواطن القوة التي يتمتع بها الجيش في خوض هذه الحرب العدوانية.
وقالت إن "القتال المتواصل في غزة يكشف عن مواضع خلل مقلقة في الجيش الإسرائيلي، في الاستعداد للمعركة وفي شكل إدارتها. وبينما يعرض الجنود والقادة في الميدان حياتهم للخطر بل ويضحون بأنفسهم للدفاع عن الدولة، يبدو أن قيادة الجيش، بقيادة رئيس الأركان بيني غانتس، اعتادت على أن ترى في طلبات علاوة المقدرات حلا لكل مشكلة، واستخدام قوة نار كبيرة لتنفيذ خطط عملياتية نموذجية ومتوقعة مسبقا".
وأشارت إلى أن القيادات العسكرية استندت أساسا، في مجال الاستعداد للحرب أمام عدو مصمم وقليل الميزانية كحماس، إلى سلاح الجو في ظل إهمال للقوات البرية والوحدات الخاصة وامتناع عن الحيل والمفاجآت.
ولفتت إلى القصور الذي يعانيه الجيش "في التصدي لتهديد الأنفاق، فشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) تدعي أنها كانت تعرف عن المسارات الهجومية التي حفرتها
حماس من غزة إلى إسرائيل، وحذرت منها أمام القيادة السياسية. ولكن دور الجيش لا يتلخص في إرسال مذكرات وبث استعراضات. عليه أن يطور ردا عملياتيا وأن يتدرب استعدادا لها. هذا لم يتم، وكانت النتيجة ارتجالات تطيل القتال وتجبي الضحايا بين جنود الجيش والمواطنين الفلسطينيين".
وأوضحت أن "الاستخبارات أخفقت في اكتشاف منظومة القيادة والتحكم لدى حماس، والعثور على مكان اختباء قادتها. ويتباهى كبار قيادات الجيش الإسرائيلي بالأيام الأولى من "الجرف الصامد" بإنجازات هائلة، بالضربة القاضية لحماس، بمؤشرات الانكسار للعدو. ولكن محمد ضيف ورجاله يواصلون التحكم بقواتهم، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل والهجوم على قوات الجيش الإسرائيلي حتى في الأسبوع الرابع من المعارك".
وتخلص "هآرتس" إلى أنه في غياب استخبارات نوعية وإبداعات في التخطيط العملياتي، اختار الجيش الإسرائيلي حل "
الرصاص المصبوب" – النار الكثيفة على المناطق المأهولة، في ظل الإصابة الشديدة لمدنيين. لقد بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 1400، غالبيتهم الساحقة مدنيون، ومئات الآلاف أصبحوا لاجئين، ودمر العديد من المنازل".
ونبهت إلى أنه "رغم التسويغ القانوني الذي يتغطى به الجيش، فإن من الصعب الاقتناع بأنه بذل جهد حقيقيا لتقليص الإصابة للأبرياء، والحفاظ على
الأخلاق القتالية والامتناع عن تعميق كراهية
الجيران، الذين سنضطر إلى العيش إلى جانبهم حتى بعد أن تتوقف النار