لليوم للسابع على التوالي، ما يزال قطاع
غزة بلا
كهرباء، في أعقاب استهداف الطائرات الحربية
الإسرائيلية، لمحطة توليد التيار الكهربائي الوحيدة بقطاع غزة.
وترتب على انقطاع الكهرباء، تعطّل خدمات توصيل المياه لمحافظات القطاع، نظرا لتوقف عمل آبار المياه الجوفية.
وتؤكد مراكز حقوقية فلسطينية ودولية أن انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، بالتزامن مع انقطاع المياه عن معظم محافظات القطاع، يهدد بكارثة إنسانية قد تطال جميع مناحي الحياة بغزة، خلال الأيام القليلة القادمة.
وفي 29 تموز/ يوليو الماضي، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية خزّان الوقود الرئيس المزوّد للمحطة.
وفي أعقاب الاستهداف الإسرائيلي لمحولات الكهرباء الرئيسية، توقف التيار الكهربائي القادم من إسرائيل، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن جميع محافظات القطاع.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية بغزة فتحي الشيخ خليل: "منذ القصف الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء بغزة، وحتى هذه اللحظة، فإن قطاع غزة، وخاصة مدينة غزة، غارقة بالظلام".
وأوضح الشيخ خليل أن القصف الإسرائيلي الذي طال خطوط ومحولات الكهرباء الواصلة من إسرائيل إلى قطاع غزة، أدى إلى عدم وصول الكهرباء من الجانب الإسرائيلي إلا بشكل "مقلّص وغير مستقر".
وأضاف: "خط الكهرباء الواصل من إسرائيل إلى شمال قطاع غزة، يعمل في بعض الأحيان، فنقوم نحن من سلطة الطاقة بتوزيع هذا الخط حتّى يصل إلى مناطق قريبة من منطقة الشمال، فتعمل الكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين على أبعد تقدير".
واستكمل قائلا: "كما أن مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، يصلها خط للكهرباء من الجانب الإسرائيلي"، مؤكدا على أن الخطوط الواصلة من الجانب الإسرائيلي غير مستقرة وتتعرض للاستهداف والانقطاع الدائم".
ولفت الشيخ خليل إلى أن الطواقم الفنيّة المعنية بإعداد تقرير حول محطة الكهرباء، لدراسة وضع المحطة، لم يتوجه إلى مقرّها حتّى اللحظة، بسبب تخوفاتهم من الاستهداف الإسرائيلي.
وأشار إلى أنهم يطالبون بحماية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أثناء مباشرة أعمالهم داخل المحطة المتسهدفة.
وبيّن الشيخ خليل أن إعادة اعمار محطة الكهرباء المستهدفة يحتاج إلى عام كامل.
وكان القطاع الصحي من أكثر القطاعات تضررا إزاء انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن معظم محافظات قطاع غزة.
وقال مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أحمد علي: "إن انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من أسبوع، وبشكل كامل يوميا، عن مستشفيات قطاع غزة، يستنزف وقود الطوارئ من مخازن وزارة الصحة".
وأعرب علي عن تخوفات وزارة الصحة من حدوث "كارثة إنسانية" في مستشفيات قطاع غزة، في حال استمر انقطاع التيار الكهربائي لمدة 24 ساعة يوميا.
وأوضح علي أن المتبقي من كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، في مخازن وزارة الصحة، لا يزيد عن 50%.
وتابع: "وزارة الصحة تستهلك (250) ألف لتر من الوقود المخزّن يوميا على صعيد كافة المستشفيات".
وذكر أن وزارة الصحة تمدّ (17) مركزاً صحياً موزعاً على محافظات قطاع غزة بالوقود، مشيراً إلى أن المولدات الكهربائية المزودة بها المراكز الصحية والمستشفيات غير مخصصة للعمل لمدة 24 ساعة يومياً.
وأشار إلى أن عدة مولدات كهربائية داخل المستشفيات تعرضت لـ"أعطال" كاملة، وأنها بحاجة لصيانة بتكلفة 143 ألف دولار.
وبيّن أن التيار الكهربائي انقطع عن مستشفى شهداء الأقصى، وسط قطاع غزة، يوم 31 تموز/ يوليو الماضي، لمدة 9 ساعات، بسبب تعذر وصول الوقود الكهربائي إلى المستشفى لتشغيل المولدات الكهربائية هناك.
كما تعطّل المولد الكهربائي الرئيس للمستشفى الأوروبي في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، في 2 آب/ أغسطس الجاري، وتعذّرت إمكانية صيانته بسبب الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة.
وناشد علي، الدول المانحة والمنظمات الصحية العالمية بدعم القطاع الصحي في قطاع غزة، وتزويده بالوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وإصلاح المولدات المتعطّلة.
كما يشدد وكيل وزارة الصحة بغزة، يوسف أبو الريش، على أن أقساما كاملة مُهدّدة بالتوقف عن العمل بشكل كامل بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.
وتابع قائلا: "الوضع لا يحتمل غياب الكهرباء ولو لدقائق، فنحن أمام آلاف المرضى، والمصابين الذي يحتاجون إلى عمليات عاجلة".
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، قد حذّرت مسبقا، من تقليص خدماتها المقدمة للمواطنين بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، انقطاع المياه وتعذّر وصولها للسكان الغزيين في محافظات القطاع المختلفة.
وحذّرت بلدية غزة من كارثة بيئية وصحية "حتمية" ستصيب قطاع غزة، في حال استمرّ انقطاع التيار الكهربائي لأيام قليلة، متوقعة غرق أحياء سكنية كاملة بمياه الصرف الصحي (العادمة)، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المشغل للمضخات تصريف تلك المياه، بشكل كامل.
وقال رئيس بلدية غزة، نزار حجازي: "المولدات الكهربائية تحتاج لأكثر من 15 ألف لتر يوميا من الوقود لتشغيلها، وضخ المياه، وهذا ما تعجز عنه البلدية من توفيره في ظل الحرب على القطاع".
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن معظم محافظات القطاع، بتوقف أكثر من (200) بئر للمياه الصالحة للشرب عن العمل، علما بأنها تزوّد غالبية سكان القطاع بالمياه، حسب حجازي.
وتجد بلدية غزة صعوبة في توصيل المياه "الصالحة للشرب" للسكان، بسبب توقف مضخات المياه عن العمل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ونفاد كميات الوقود المخزّنة.
كما أن المحطات التجارية المختصة بتعبئة المياه "الحلوة" الصالحة للشرب أعلنت عن توقف تقديم خدماتها للمواطنين، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعدم وصول المياه من البلدية.
وفي السياق ذاته، أعرب موزعو المياه "العذبة" التجارية عن تخوفاتهم من التجول في شوارع قطاع غزة بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسيارات التعبئة، ما شكّل هذا الخوف عائقا يحول دون توزيع المياه.
ومن جانب آخر، عطّل انقطاع التيار الكهربائي عن معظم محافظات القطاع، شبكة الاتصالات الخلوية في بعض المناطق، ما أثر على تواصل الغزيين مع بعضهم، وانقطاعهم عن الأخبار التي تدور حولهم.
كما أثّر تعطل شبكة الاتصالات الخلوية على عمل وزارة الصحة بغزة، بحيث انقطع تواصل الوزارة مع المستشفيات الواقعة في المناطق الجنوبية، بشكل فاقم من معاناة تواصل الوزارة مع الطواقم الطبية هناك.
ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميغاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميغاوات.
ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها إسرائيل، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميغاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع بـ 28 ميغاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميغاوات.