وصلت قوات
المعارضة المسلحة إلى تخوم مدينة (محردة) من الناحية الجنوبية، ولم تعد تبعد سوى بضعة كيلو مترات من مطار
حماه العسكري أهم معاقل النظام في المنطقة، كم سيطرت قوات المعارضة على حاجزي (البيجو والمجدل) الواقعين جنوب مدينة (محردة) بمسافة لا تتجاوز 2 كيلو متر، حيث أطلقت قوات المعارضة عملية عسكرية تحمل (غزوة بدر الشام الكبرى).
الصحفي أدهم رعدون أفاد في تصريح لـ"عربي 21" أن قوات المعارضة "غنمت عربتين مدرعتين بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات وكانت الاشتباكات قوية جدا".
كما دمرت قوات المعارضة عدة آليات مدرعة في حاجز قرية (الشير) التي تشرف على الطريق الرئيسي بين (حماه) و(محردة) والقريبة من مطار حماه العسكري الذي يتخذه النظام السوري مقرا لقواته، كما يقصف الريف الشمالي منه.
وتتميز مدينة (محردة) بتركيبة سكانية متنوعة من علويين مؤيدين للنظام السوري مزودين بالأسلحة بكافة صنوفها، بالإضافة إلى مسيحيين غالبيتهم تركت المدينة منذ شهرين بسبب احتدام المعارك في المناطق المجاورة، بالإضافة إلى السنة المعارضين للنظام السوري الذين يتعرضون لضغوطات لا تنتهي، بدءا بالخروج قسرا في مظاهرات مؤيدة للأسد وصولا للاعتقال.
وتكبدت قوات النظام السوري خسائر فادحة في هذه المعارك أودت بحياة العشرات من مقاتليه، وقد زادت وتيرة هذه العمليات منذ أن قامت قوات المعارضة بتحرير مدينة (مورك)، فاستطاعت أن تقترب من المعاقل الكبرى للنظام وبات الثوار على بعد أقل من 15 كيلو متر من مدينة حماه، بالإضافة إلى المطار العسكري، حيث قامت كتائب قوات المعارضة بقصف المطار لأول مرة من أماكن قريبة جدا.
أحد سكان الريف أفاد في تصريح لـ"عربي 21" أن "المطار أضحى على مرمى حجر و أصبح هدفا رئيسيا للجيش الحر، بعد أن كان النظام يقصف ويدمر ويرسل الطائرات منه".
ولم يحلق الطيران أثناء هذه المعارك الأمر الذي استغلته كتائب المعارضة بشكل جيد الأمر حيث ساعدها إلى الوصول إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام يعتبرها الأخير أماكن حساسة.
وساعد نقص الذخيرة لقوات النظام الثوار في المحافظة بالتقدم نحو نقاط أخرى. إذ أن جمل العمليات العسكري تقع في ريف حماه الشمالي الأمر الذي يدل على أن قوات المعارضة عازمة على تحرير الريف الشمالي ومن ثم التقدم باتجاه المطار أولا ثم المدينة.
وبعد شهرين من المعارك في هذه المنطقة استطاعت كتائب
الجيش الحر أن تحافظ على ما حررته ثم الانتقال إلى مناطق أخرى أكثر عمقا باتجاه الغرب والجنوب.
ولم يستطع النظام وقف هذه العمليات العسكرية على الرغم من أنه استعمل غاز الكلور السام ضد قوات المعارضة في مناطق عدة في الريف الشمالي لكنه لم يحقق أية نتائج خففت من وطأة خسائره المتزايدة.
ولم يعد يرسل النظام السوري قوات مؤازرة كبيرة كما في السابق، وقال أحد القادة الميدانيين لـ"عربي 21" إن "الأمر الذي لفت انتباهنا أن الأرتال التي يرسلها النظام صغيرة ولا تتعدى العشر آليات".
وتعكس هذه المعارك القوية مدى قدرة قوات المعارضة على التقدم في حين أن قوات النظام السوري انتقلت في مرحلة سابقة من التقدم إلى التراجع، بالتزامن مع الخسائر الكبيرة التي مني بها في هذه المعارك.