حذرت صحيفة "
واشنطن بوست" من الأزمة الإنسانية والأمنية في شمال
العراق، ودعت لتقديم دعم للقوات الكردية التي تواجه مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش).
وقالت "منذ نهاية الأسبوع الماضي يعلق عشرات الألوف من المدنيين في المناطق الجبلية قرب البلدة العراقية سنجار التي سيطر عليها داعش، ويضم اللاجئون ما يقرب من 25.000 طفلا والذين يتعرضون لخطر الموت في مدى أيام بسبب انقطاع المواد الغذائية والماء، إلا إذا فتحت معابر إنسانية لإغاثتهم حسبما تقول الأمم المتحدة. في الوقت الذي يهدد فيه المتطرفون بالسيطرة على أكبر سدود المياه في العراق والتقدم نحو إربيل عاصمة إقليم كردستان".
وترى الصحيفة أن الخسائر البشرية والتهديدات المحتملة للمصالح الأمريكية ضخمة وأعظم من تلك التي شهدها قطاع غزة الذي استنفز كل اهتمام وزير الخارجية جون كيري ومسؤولي البيت الأبيض البارزين في الأسابيع الماضية. فيما يواجه اليزيديون وهم أقلية عراقية تعيش في المنطقة المتنازع عليها خطرالإبادة على يد الدولة الإسلامية التي تعتبرهم كفارا.في الوقت الذي يكافح فيه الحليف القوي والذي يعتمد عليه والباقي في المنطقة، حكومة كردستان للوقوف أمام تقدم الدولة الإسلامية".
وترى الصحيفة أن رد إدارة أوباما على الأزمة الطارئة يظل فاتر، فقد أصدر المسؤولون الأمريكيون أوامرهم بتقديم دعم مباشر للقوات الكردية التي تحاول استعادة سنجار بالذخائر، وقام
الأكراد بتنسيق عملياتهم ضد داعش مع سلاح الجو العراقي، كما دفعت الأزمة الحكومة العراقية القيام بعمليات إنزال مواد إنسانية للمناطق التي علق فيها اللاجئون من اليزيديين، مع أن العملية لم تؤد إلا لنتائج محدودة حسب تقرير لمراسلة الصحيفة لوفدي موريس.
وتضيف الصحيفة أن القوات الكردية لا تزال رهن سياسة قديمة وعفا عليها الزمن والتي تعطي فيها الإدارة الأمريكية أولوية للحكومة المركزية في بغداد وتتقدم هذه السياسة على دعم الأكراد العلمانيين الموالين للغرب.
وقالت إن وفدا كرديا زار واشنطن الشهر الماضي وطلب المساعدة العسكرية المباشرة لمواجهة الدولة الإسلامية ورفض طلبه. حيث قال المسؤولون الأمريكيون أنهم لا يستطيعون التصرف بدون التنسيق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، رغم أن سياساته الطائفية مسؤولة عن الحرب الأهلية الحالية.
وتقول إن إدارة الرئيس أوباما أرسلت 800 خبير عسكري بداية الصيف لتقييم التهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية، وحماية السفارة الأمريكية وتنسيق الدعم، ولكنها امتنعت عن القيام بأية مبادرة عسكرية قائلة أنها تريد أولا رؤية تشكل حكومة واسعة التمثيل، وهو هدف قد لا يمكن تحقيقه في المستقبل القريب فيما يواصل المقاتلون المتطرفون التقدم في كل من العراق وسوريا.
وتعلق الصحيفة "الرئيس أوباما محق في حرمان الحكومة العراقية من أي دعم جديد طالما ظل نوري المالكي السام في الحكم، ولكن الحكومة تستطيع ويجب عليها مواجهة الأزمة الإنسانية في شمال العراق وكذلك تقديم دعم للقوات الكردية التي تواجه قواتا تابعة لداعش على حدود طولها 600 ميل. وعلى الحكومة الأمريكية البحث عن طرق أخرى لتقديم الدعم لليزيديين العالقين في الجبال بعد فشل الدعم العراقي لهم عبر الجو. وعلى إدارة اوباما تقديم الأسلحة الثقيلة للأكراد وإن اقتضت الضرورة استخدام سلاح الجو الأمريكي لوقف تقدم داعش.