أظهر شريط فيديو نشر على مواصل الاجتماعي مجاميع من أتباع رجل الدين
العراقي مقتدى الصدر وهم يجوبون بسياراتهم الحديثة وملابسهم العسكرية شوارع مدينة طويريج، 25 كم شرق مدينة كربلاء، مسقط رأس رئيس الحكومة السابق نوري
المالكي وذلك احتفالا بعدم تولي المالكي ولاية ثالثة.
وأظهر الشريط، رجلا ملتحيا يحمل رتبة عسكرية لم تكن واضحة وهو يهنئ العراقيين بالخلاص من المالكي، داعياً إلى بداية مرحلة جديدة في التعايش السلمي بين أطياف المجتمع العراقي، بكل أطيافه سنة وشيعة عرباً وأكراداً.
والصدريون لهم ثأر قديم مع المالكي، حيث سبق للمالكي أن شن هجوماً واسعاً على أتباع التيار، في مارس 2008، في حملة سميت حينها صولة الفرسان، وقتل فيها العشرات من أتباع الصدر واعتقل المئات منهم ما يزال أغلبهم في سجون الحكومة.
وتركزت المواجهات الأعنف حينها في البصرة، تلتها الكوت والحلة، وأجزاء من بغداد بينها مدينة الصدر معقل "جيش المهدي" شرق العاصمة.
وبموجب الدستور، كلف الرئيس العراقي الجديد فؤاد معصوم نائب رئيس البرلمان حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لنوري المالكي؛ بعد أن أعلن "التحالف الوطني العراقي"، وهو تحالف شيعي رئيسي، أن" الائتلاف رشح العبادي، عضو حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي، لرئاسة الوزراء".
وبالمقابل، رفض نوري المالكي تكليف حيدر العبادي برئاسة الوزراء، وقال المالكي في كلمة له مساء الأحد: "إن هناك خرقا كبيرا وخطيرا للدستور حصل بتكليف العبادي، ولن يكون لهذا التكليف أي أثر أو قيمة"، مشيرا إلى أنه" مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بموجب القانون والمحكمة الاتحادية العليا، وأن ذلك تم تحديده في الجلسة الأولى للبرلمان".
ورفع نوري المالكي شكوى إلى المحكمة الاتحادية متهما الرئيس العراقي فؤاد معصوم بانتهاك الدستور؛ لأنه لم يكلفه برئاسة الوزراء وعين حيدر العبادي.
وفي ذات السياق، دعت واشنطن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، لاحترام العملية السياسية وحضته للتنحي والسماح لخليفته حيدر العبادي بتشكيل الحكومة.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بن رودس للصحافيين "يجب أن يحترم المالكي العملية السياسية التي جرت" فهذا ما قرره العراقيون أنفسهم، وأن البيت الأبيض سيكون في غاية السعادة لرؤية حكومة جديدة، لم يعمل العراقيون سوية في الأعوام المنصرمة ولم يتم أخذ السنة في الاعتبار بشكل كاف وهذا ما أدى إلى فقدان الثقة في بعض مناطق العراق وداخل القوات الأمنية".
وفي خطوة تعد تخلياً إيرانياً عن المالكي، أعرب علي خامنئي المرشد الإيراني الأعلى عن أمله في أن "تتشكل الحكومة العراقية الجديدة لتتمكن من تلقين زارعي الفتن في العراق درساً لن ينسوه"، مضيفاً أنه "يتطلع لأن يشهد العراق انفراجاً سياسياً بعد انتخاب رئيس الوزراء الجديد".
بدورهم أبدى مواطنون عراقيون لـ"عربي21" فرحهم بتغيير المالكي حيث بين المواطن سعدون الراوي، أن العراقيين جميعاً سنة وشيعة عرباً وأكراداً متفائلون بتغيير المالكي، ويحلمون بغد أفضل
أما المهندس طارق الدليمي فقد بدا متشائماً، وقال إن: "تغيير المالكي لا يعني أن العراق سيكون في أحسن حال، وعلينا أن ننتظر كيف تتعامل الحكومة الجديدة مع مطالب جماهير المحافظات المظلومة"، وهكذا تستمر تداعيات تغيير المالكي بين متفاءل، وحذر، وكل هذه التداعيات ستصدقها أو تكذبها الأيام القليلة القادمة.