طوال
الحرب الأخيرة على قطاع
غزة، كانت السلطات
الإسرائيلية تتحدث بفخر عن نظام القبة الحديدية الذي تمكن من اعتراض عدد هائل من الصواريخ التي أطلقتها حركة
حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، ويبدو أن ذلك شجعها على البحث عن حل لمشكلة الأنفاق التي واجهت جنودها أثناء التوغل البري.
وفي محاولة من إسرائيل لمواجهة الأنفاق التي بنتها حركة حماس في الحرب الأخيرة، تقوم بتطوير نظام "قبة حديدية" للكشف عنها ساعة حفرها حسب صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية.
وبعد ذلك استخدام جيل جديد من "الروبوتات" لتدميرها.
وكانت إسرائيل قد خاضت الحرب الأخيرة ضد غزة بذريعة تدمير الأنفاق، حيث قتل فيها 1900 فلسطيني معظمهم من المدنيين، وقتل 64 جنديا إسرائيليا وثلاثة مدنيين، بحسب زعم الحصيلة الإسرائيلية.
والآن يقوم الجيش الإسرائيلي بتطوير نظام يعتقد أنه قادر على التخلص في المستقبل من الأنفاق بدون الحاجة إلى استخدام قوات عسكرية كبيرة.
ويصف الجيش النظام بأنه نسخة من نظام الدفاع الصاروخي -القبة الحديدية- ولكن تحت الأرض، حيث تزعم إسرائيل أن هذا النظام دمر نسبة 90% من الصواريخ التي انطلقت من غزة.
وسيقوم النظام على بعدين حسب ضابط إسرائيلي نقلت عنه "يديعوت أحرونوت"، الأول نظام استشعار يقوم برصد ومراقبة عمليات حفر الأنفاق، وعندما يتم الكشف عن عنه سيدمر باستخدام الروبوت.
أما المدخل الثاني، وفي المناطق التي تعتبر حساسة، فسيتم غرز جدار حديدي على عمق 100 قدم تحت الأرض حسب أتاي شيلاخ، قائد وحدة تدمير الأنفاق في الجيش الإسرائيلي.
وتقوم مجموعة الإلكترونيات تقودها "إليبيت" وهي أكبر شركة إسرائيلية، تقوم بتطوير التكنولوجيا العسكرية، وتشارك شركة رفائيل، التي تقف وراء "القبة الحديدية" في المشروع.
وقام الخبراء العلميون والمهندسون بفحص النظام لدراسة شبكة المياه الصحية والتوصيلات الهاتفية الأرضية والأنابيب وغيرها من الشبكات الأرضية تحت تل أبيب.
وهناك خطط لتجريب النظام في أماكن أخرى، لكن الجيش الإسرائيلي واثق من قدرة التكنولوجيا الحديثة على توفير الدرع الواقي لإسرائيل، بعد نشره على طول 42 ميلا بين غزة وإسرائيل. وتقدر كلفة النظام بحوالي 430 مليون جنيه أسترليني.
وفي الحرب الأخيرة أطلقت حماس 3,000 صاروخ على معظم المدن الإسرائيلية، لكن الأنفاق تعتبر مهمة للتخطيط العسكري والنشاطات الأخرى.
وخرج المقاتلون خمس مرات من الأنفاق لتنفيذ هجمات على جنوب إسرائيل، ومع الصواريخ التي أطلقت فقد أدت إلى تهجير حوالي 300,000 إسرائيلي من هذه المناطق.
وبحسب أديل رامير من كيبوتز نيرم قرب غزة: "أعرف أن هناك الكثير من الناس قلقين حول الوضع".
و"طورت إسرائيل القبة الحديدية، والآن عليها تطوير مجرفة حديدية، تحفر في داخل الأرض تحذرنا من الأنفاق".
ويحذر الخبراء العسكريون من أن مشكلة الأنفاق ستظل قائمة رغم التطور التكنولوجي. ويقول شيلاخ "إنها مشكلة استراتيجية عالمية". "ولم تعد هناك حاجة للحدس، فهم يستخدمون الأنفاق كوسيلة للدفاع في الشمال".