نددت "
مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" الناشطة في مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بنية بلدية الاحتلال في مدينة
القدس، إقامة سلسلة مهرجانات ومسابقات غنائية، على أنقاض مقبرة
مأمن الله الإسلامية التاريخية، في القطعة التي تتوسط موقعي القبور التي تبقت من المقبرة، والتي تطلق عليها بلدية الاحتلال بالقدس "حديقة الاستقلال"، وذلك ابتداءً من ليلة يوم الأربعاء وحتى الساعات الأخيرة من ليلة الجمعة- السبت.
وقالت "مؤسسة الأقصى" إن منظمي المهرجانات المذكورة قاموا اليوم الثلاثاء، بنصب عدد من اللافتات الدعائية حول المهرجانات، يحمل بعضها صور زجاجات وكؤوس الخمر، على أرض مقبرة مأمن الله، بالإضافة إلى تجهيز منصة وأجهزة صوتية وضوئية ضخمة في المكان.
وأوضحت المؤسسة أنه وبحسب منشورات وأخبار باللغة العبرية، فإن بلدية الاحتلال بالقدس أعلنت عن يومي الأربعاء والخميس مساءً وحتى منتصف الليل، كيومي مهرجان ومسابقات لتناول 150 نوعا من أنواع الخمر، سيتم خلالها عرض هذه الأنواع وشربها على جمهور الحضور، فيما أعلنت عن مهرجان موسيقي صاخب لإحدى الفرق الموسيقية الشهيرة تُدعى "طبيكقس"، وذلك يوم الجمعة ليلا تمتد إلى صباح يوم السبت.
وطالبت "مؤسسة الأقصى" الجهات المنظمة والراعية لمثل هذه المهرجانات بـ "التوقف فورا عنها وإلغائها بالمطلق على أرض المقبرة"، مشددة على أنه "آن الأوان لأن تتوقف المؤسسة الإسرائيلية وكل أذرعها التنفيذية عن جرائمها بحق أكبر وأعرق
مقبرة إسلامية في القدس المحتلة".
وأشارت المؤسسة إلى أن بلدية الاحتلال بالقدس نفذت في الأشهر الأخيرة عدة مشاريع تهويدية على أنقاض مقبرة مأمن الله، بهدف تحويلها إلى مساحات لإقامة الحفلات والمهرجانات العملاقة، في حين ما زالت تنفذ وتخطط لتنفيذ مشاريع تهويدية أخرى، بهدف تدمير كامل المقبرة.
ولفتت إلى أن مساحة مقبرة مأمن الله كان نحو 200 دونم، وفيها عشرات آلاف القبور، ترجع إلى عهد "الفتح العمري" وحتى ما قبل سيطرة المؤسسة الإسرائيلية عليها عام 1948، منها قبور بعض الصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء، حيث قام الاحتلال بتجريف وتدمير آلاف القبور وتحويل المكان إلى حديقة عامة، وغيرها من المشاريع التهويدية، من أبزها ما يسمى بـ "متحف التسامح"، ولم يتبق من المقبرة إلا مساحة نحو 25 دونما في المنطقة السفلى، ومساحة أخرى تضم عددا من القبور ومقاما في المنطقة العليا.