قوات تنظيم "الدولة" تسيطر على كامل مدينة الموصل - أرشيفية
في إحدى ليالي صيف الموصل وفي الساعة الحادية عشر ليلا، كان "أبو لقمان" يهم إلى النوم عندما سمع طرقا قويا على باب بيته، فقد كان يعلم في قرارة نفسه أنهم عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، لأنهم كانوا قد اعتقلوا قبل أيام العشرات من زملائه.
واعتقل عناصر "داعش" أبو لقمان، المقاتل في إحدى الفصائل المسلحة السنية في الموصل، واقتادوه إلى جهة مجهولة، إلا أنه وبعد يومين من اعتقاله تم الإفراج عنه.
ويروي أبو لقمان تفاصيل اعتقاله لـ"عربي 21"، قائلا: "بعد أن فتحت باب المنزل كان هناك العشرات من المسلحين، وقام اثنان منهم بمسكي خشية الفرار، حيث قال أحدهم: هذا هو الشخص المطلوب، ونطق اسمي الحقيقي، ومن دون أي استفسار قاموا بعصب عيني حتى لا أرى المكان الذي سيقتادونني إليه ووضعوني في السيارة وأخذوني إلى مكان مجهول".
ويتابع: "عند وصولنا إلى المكان وبعد أن اقتادوني إلى غرفة وفتحوا عيني وبدأوا بضربي دون أن يحققوا معي كما عذبوني حتى لم أعد أشعر بعظامي، وبعدها دخل اثنان يبدو أنهما من المحققين، وكانوا يعرفون عني كل شيء"، مبينا أن المحققين ذكروا له اسم الفصيل الذي ينتمي له والأشخاص الذين يتعامل معهم.
وذكر أبو لقمان أن محققي "داعش" كانوا عراقيين، وأنه عرف ذلك من لهجاتهم، موضحا أن "جل أسئلة التحقيق كانت تنصب حول الفصيل الذي أنتمي إليه، والذي كان ينوي مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف أنهم "يعتقدون أن الفصائل المسلحة الموجودة في الموصل مشاركة في العمليات التي تشن ضد مسلحي التنظيم بين الفينة والأخرى".
وعن كيفية معرفتهم بجميع هذه المعلومات المتعلقة به، قال أبو لقمان: "اعتقلوا العشرات من زملائي في الفصيل المسلح الذي أعمل به، ومن شدة التعذيب اعترفوا بكل شيء".
وينهي أبو لقمان حديثه بالقول: "أخذوا تعهدا مكتوبا مني بترك الفصيل المسلح الذي كنت أعمل فيه ضد أميركا، وأن أقطع تواصلي معهم بالإضافة إلى عدم مهاجمة أو قتال تنظيم الدولة الإسلامية".
وترك الكثير من أفراد الفصائل الإسلامية والبعثية الموصل بعد سماعهم بحملات الاعتقالات التي يشنها تنظيم "داعش"، حيث قال أحدهم في حديث خاص، إنه ترك منزله وذهب إلى منطقة مجهولة بعد سماع أخبار الاعتقالات، مبينا أنه "بعد أيام من انتقالي إلى منطقة أخرى جاء مسلحو التنظيم وداهموا منزلي وسألوا الجيران عني، لكنهم لم يجدوا أحدا في البيت".
فيما قال آخر: "عندما لم يجدوني في البيت قاموا باعتقال أخي الأصغر وبدأوا بالتحقيق معه وضربه"، مضيفا: "عندما حققوا مع أخي الأصغر كانوا يعرفون كل شيء عني حتى البلد الذي أقيم فيه الآن".
وتضم الموصل العديد من الفصائل المسلحة الإسلامية والبعثية كالجيش الإسلامي وجيش الطريقة النقشبندية وكتائب صلاح الدين "جامع"، وجيش المجاهدين، وأنصار السنة، وكتائب ثورة العشرين.
وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" شن حملة اعتقالات قبل أيام طالت أعضاء في كتائب تسمى "كتائب الموصل"، وقال مصدر مقرب لتنظيم "داعش"، إنهم اعتقلوا 40 شخصا ينتمون إلى كتائب الموصل، ولم يتسنى التأكد من هوية المعتقلين من مصدر مستقل.
وكانت "كتائب الموصل"، تبنت تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة كراج في شمال شرق الموصل، فيما أكد سكان محليون قريبون من المنطقة المذكورة سماع صوت انفجار قوي.