أكد مصدر في عشيرة الويسية بمحافظة ديالى
العراقية، عن تسليم قائمة بأسماء عشرات المتورطين في
مجزرة جامع مصعب بن عمير لممثلين عن الحكومة المحلية والبرلمان، بانتظار اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وقال المصدر إن لجنة التحقيق من وزارة الداخلية زارتهم وأمضت ما يقارب الساعة معهم، حيث التقت بذوي الضحايا وسجلت إفادتهم دون الإعلان عن النتائج التي كان من المفترض أن تنشر يوم الاثنين الماضي.
وقال الشيخ خالد الويسي في حديث خاص لـ "عربي 21"، إن قائمة من 33 اسما من المتورطين المباشرين في مجزرة جامع مصعب بن عمير بمحافظة ديالى تم تسليمها إلى نواب في البرلمان العراقي ومسؤولين في الحكومة المحلية بالمحافظة، مبيناً أن عملية الجمع والتحقق من الأسماء تمت بالاعتماد على شهود العيان والجرحى الذين نجوا من المجزرة بالإضافة إلى فلم فيديو صوره أحد الأهالي.
وأوضح الويسي، أنه في مقدمة المتورطين والمتهم الرئيسي تاجر سيارات من عائلة الزركوشي واثنين من أبناء عمومته أحدهما يحمل رتبة ضابط في جهاز الأمن الوطني والآخر أشرف بشكل مباشر على قتل المصلين داخل الجامع.
ولفت إلى أنه من بين الأسماء قادة كبار في ميليشيا "عصائب أهل الحق" وأحد مرشحيهم للانتخابات البرلمانية بالإضافة إلى قيادي في حزب البعث المنحل والذي يشغل منصبا رفيعا في ميليشيا "الحشد الشعبي" التي تشكلت بناء على فتوى الجهاد الكفائي التي دعا لها المرجع الشيعي علي السيستاني.
وكشف الويسي أن أحد المشرفين على المجزرة وينتمي إلى عشيرة العنبكية معروف على مستوى محافظة ديالى وكان المدبر لجريمة خطف وتصفية عناصر من عشيرة الجبور في منطقة حمرين، وأن القائمة تضم اسم (م.م حاجم) وهو الذي أكد جميع الجرحى داخل المسجد أنه أحد أربعة عناصر قاموا بإطلاق النار على المصلين داخل المسجد باستخدام أسلحة رشاشة متوسطة.
وأكد الويسي، وجود تحركات مدفوعة بدعم جهات حكومية لاحتواء موضوع المجزرة وتحويله إلى قضية عشائرية تمهيداً لتصفيته بواسطة العقوبات المالية التي تفرض في العادة، كاشفاً عن رفض عشيرته المطلق لمثل هذا الحل والمسعى الذي تكفل به شيخ عشيرة "بني تميم" في محافظة ديالى باسم التميمي.
وشدد على أن عشيرته لن تقبل أبدا بأقل من القبض على جميع المجرمين وعرض اعترافاتهم على شاشات التلفاز قبل أن ينالوا قصاصهم العادل.
وفي سياق متصل، أشار عدد من ذوي الضحايا إلى زيارة لجنة من وزارة الداخلية الى قرية الويسية التي شهدت المجزرة ولقائهم بعدد من الأهالي، لافتين إلى أن الزيارة لم تستغرق أكثر من ساعة واحدة وأن مسؤول اللجنة تكلم مع الأهالي أكثر من الوقت الذي استمع إلى شهاداتهم أو رواياتهم لتفاصيل المجزرة.
وقال نبهان كاظم الويسي الذي فقد اثنين من أقربائه في مجزرة جامع مصعب في حديث خاص، إن اللجنة جاءت لتلقي عليهم محاضرة عن محاولات الإرهابيين وسعيهم للتفريق بين
السنة والشيعة ولم يتحدثوا بتفاصيل أو يخبرونا إلى أين وصلوا في ملاحقة المجرمين الذين يسكنون في منطقة لا تبعد أكثر من 300 متر عن مسرح الجريمة.
وتابع نبهان، أنهم سمعوا عن تشكيل عدة لجان لمتابعة مجزرة جامع مصعب بن عمير لكنهم على أرض الواقع لم يلتقوا إلا بلجنة مؤلفة من 9 ضباط ينتمون إلى وزارة الداخلية الذين زاروا القرية وتحدثوا إلى بعض الأهالي قبل ان ينصرفوا، مذكراً بأن قرار رئيس البرلمان العراقي كان قد أمهل اللجنة 48 ساعة فقط لإعلان النتائج وهو مالم يحصل برغم مرور أكثر من خمسة أيام.