تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" ما أثاره قرار الحكومة الألمانية شحن معدات عسكرية لقوات "البيشمركة" الكردية من انتقادات، حيث انتقدت المعارضة الألمانية القرار وقالت إنه ليس خرقا لقرار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية عدم المشاركة في نزاعات خارجية فقط، ولكنه عودة للعسكرة الألمانية، فيما قال نقاد إن القرار غير دستوري دون موافقة "البوندستاغ" الألماني.
ولكن الحكومة دافعت عن قرارها بأنه "استثنائي، وجاء نتيجة للتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية (
داعش)، وأن التحرك لا يشكل سابقة تقوم من خلالها ألمانيا بالمساعدة في حروب قادمة".
وقالت المستشارة الألمانية في توضيح لها للقرار أمام البرلمان الألماني "بوندستاغ" أن
تسليح الأكراد هو مصلحة لأوروبا.
وتقول الصحيفة إن قرار الحكومة الألمانية يعكس القلق الدائر في أوساط الحكومات الأوروبية حول تهديد "داعش".
وكان رئيس الوزراء الأسترالي، توني آبوت، أعلن الأحد أنه استجاب لطلب من واشنطن لتسليح الأكراد، حيث ستقوم حكومة كانبيرا بإرسال طائرات سلاح الجو الملكي من نوع "هرقل سي- 130" و"غلوبماستر سي -17" للانضمام إلى الطائرات الكندية والفرنسية والأمريكية والبريطانية "للقيام بمهمات ضرورية"، على حد قول آبوت.
وأكد المسؤول الأسترالي أن مساهمة بلاده ستكون بالتنسيق مع حكومة
العراق ودول المنطقة. وساهمت الطائرات الأسترالية بتقديم إغاثة إنسانية لآلاف العراقيين في شمال العراق، ممن هربوا من "داعش"، وفق الصحيفة.
ويأتي قرار نقل أسلحة للمقاتلين الأكراد في الوقت الذي تدرس فيه كانبيرا إمكانية المشاركة في عملية عسكرية أوسع ضد التنظيم المسلح "داعش".
وبدأت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع "تنظيم الدولة" في العراق، ولكنها تدرس إمكانية توسيع الغارات الجوي لتشمل مواقع التنظيم في سوريا.
وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، طلب من حلفائه الدوليين المساعدة في مواجه "داعش"، مع أنه اعترف الخميس أنه لم يشكل استراتيجية بعد لمواجهة التهديد الذي يمثله "تنظيم الدولة".
وأكد آبوت أن أستراليا على اتصال قريب ودائم مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين، واصفا الوضع في العراق بأنه يمثل "كارثة إنسانية".
وستقوم الطائرات الأسترالية بلعب دور في إنزال الأسلحة للقوات الكردية، والتي ستقدمها الدول الأخرى من ذخائر ومعدات.
وقال كانبيرا إنها تفكر في نشر طائرات سلاح الجو من نوع سوبر هورنيت العسكرية لدعم الولايات المتحدة أو حملة دولية ضد "تنظيم الدولة" في حالة طلبت واشنطن منها تحديدا.
وقال وزير الدفاع، ديفيد جونستون: "نملك سوبر هورنيت وهي طائرات ذات قدرات عالية، وتستطيع التحليق إلى جانب حاملات الطائرات الأمريكية".
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسل فون دي ليين، أعلنت إرسال آلالاف البنادق القتالية الكافية لتسيليح 4 آلاف مقاتل بنهاية شهر أيلول/ سبتمبر الحالي.
وسيتم نقل الأسلحة الألمانية على دفعات وحسب الحاجة. وبالمجمل فسيبلغ عدد البنادق التي ستسرسلها للبيشمركة ثمانية آلاف بندقية من نوع "جي-36"، ونفس العدد من بنادق "جي-3" و30 نظاما من الصواريخ المضادة للدبابات مسلحة بـ 500 صاروخ، وخمس عربات مصفحة من نوع دينغو وغير ذلك من الأسلحة والذخيرة.