أطلق ناشطون معارضون للنظام السوري، حملة جديدة بعنوان "وينن"، بهدف حث المؤيدين على التخلي عن بشار
الأسد، مستهدفين بشكل خاص أبناء
الطائفة العلوية، التي تستنزف في حرب الدفاع عنه، والمستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.
وظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "وينن"، تنتقد النظام لتركه جنوده عرضة للقتل من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، عقب سيطرة الأخير على مواقع بمحافظة الرقة (شمالا)، وآخرها مطار الطبقة.
وكان التنظيم قد أعدم عقب سيطرته على المطار، مئات الجنود التابعين لجيش النظام بعد اعتقالهم، ونقلهم مشيا وهم عراة إلى موقع غير محدد، لتقتلهم جميعا، بحسب لقطات مصورة بثت عبر الإنترنت.
وتضمنت الصفحة على موقع "فيسبوك"، مجموعة من المنشورات التي تنتقد الأسد، وتسأل عن مصير مئات الجنود الذين باتوا مفقودين. ومن بين ما نشرته الصفحة: "سحقا لك يا أسد، أنت والمافيا التي تقودها لتدمّر
سوريا وتقسمها، نبذل دماءنا لأجل بقائك، وعائلتك على كرسي السلطة، وأنتم في رغد العيش لا تفكرون بمستقبلنا، غدا ستقلع طائرتك وعصابتك هاربين وتتركوننا للجحيم، وها أنت تقدّم أبناءنا ليكونوا قرابين لكرسيك المتآكل. سحقا لك".
وفي نفس الإطار، وجهت الصفحة عبارات لاذعة للمسؤولين في النظام، ومنها أن "
تنظيم الدولة الإسلامية، يسحب جنود النظام كالكلاب، فيما القيادة تنعم بفتح المراكز الترفيهية، بعد أن أنقذوا الضباط الإيرانيين والروس، فيما المؤيدون سيبقون فداء للكرسي والنهب"، داعية المؤيدين إلى الانتباه لما يحصل بالقول: "اصحوا".
وتابعت الصفحة في منشور آخر بالسخرية من قدر أبناء الطائفة بالقول: "أبناؤنا في الرقة يذبحون، وفي طرطوس يسبحون، فليس هناك فرق فالاثنين بالمايوهات"، لافتة إلى أن "النظام قذر وفاشل، حيث دمر البلد، حرق الشجر والبشر، وهو من مهد لظهور داعش، ومكّن الإيراني والروسي، أما المؤيدون فمعروفون بشعار (الأسد أو نحرق البلد)، والأسد وحاشيته لا يبحثون إلا عن الكرسي والنهب، وأولادنا للذبح".
وكان الكاتب العلوي "أحمد الأحمد"، قد كتب في مقال قبل أيام، تناقلته عدد من الصفحات أن "أولاد الناس ليسوا دمى، وليسوا للبيع والذبح، والقائد الذي لا يستطيع حماية أبنائنا عليه التنحي كائنا من كان، كفى دماء، وذبحا، ونفاقا، وخيانة، ومزاودات".
وقال الناشط المعارض مروان الشامي، أحد القائمين على الصفحة، إن "الحملة جاءت بعد مقتل أكثر من 200 جندي في الرقة مؤخرا، على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وحزن أهالي المجندين، وأغلبهم من الطائفة العلوية، والأصوات التي علت سائلة النظام: لماذا لم يتم إخلاؤهم، وتم تركهم ليكونوا ضحية من أجل دعاية ضد تنظيم الدولة؟".
وأضاف أن "الجميع يقول بأنه لا حل سياسيا في البلاد، إلا بوجود جميع أطياف الشعب السوري، فالجميع في قارب واحد، فإما أن يغرق الجميع، أو أن ينقذوا هذا القارب من الغرق، كما أنه لا يمكن لطائفة أن تلغي أخرى، فالكل أبناء الوطن، وبشار الأسد زائل".
ولفت إلى أن "الحملة تهدف لجمع المؤيدين للنظام، وهو ما حدث بشكل خجول، حيث كان الإقبال بشكل خاص من الرماديين، في حين أن هناك حذرا واضحا من الذين هم في الداخل، خشية رد فعل النظام، بعد أن اعتقل 5 أشخاص من الطائفة العلوية مؤخرا، بسبب انتقادات لاذعة للتطورات الأخيرة في الرقة"، على حد تعبيره.
وشدد الشامي على أن "جميع السوريين بمختلف طوائفهم تأثروا بما يجري في البلاد، من نقص للخدمات، من كهرباء ومياه، وكذلك أعاقت الحواجز الأمنية حياتهم، فيما رأس النظام في قصره يتمتع بالرفاهية، فالمشكلة أصابت الفقراء ممن لا يملكون ثمن الهرب من الجيش، أو الذهاب خارج البلاد".
وختم الشامي تصريحه، بأن "أشد ما يؤلم في الأمر هو رفاهية أبناء المسؤولين ولهوهم، وعدم اكتراثهم بالفقراء ممن يموتون، لذا تحرص الحملة على إظهار أبناء المسؤولين، وهم بعيدون عما يجري، ينظرون فقط لمصالحهم الذاتية، فيما الفقراء هم من يدفعون ثمن أولئك".
وتعاني كل من سوريا، والعراق من تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أعلن زعيمه الخلافة الإسلامية، الأمر الذي ترفضه مختلف الأوساط، فيما تقوم طائرات أميركية منذ نحو أسبوعين، بغارات على مواقع للتنظيم داخل العراق. وهناك أنباء غير مؤكدة عن قصف مواقع في محافظة الرقة قبل أيام.
ومنذ منتصف آذار/ مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاما من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.