يبدأ وزير الخارجية الأمريكي، جون
كيري،
جولة في منطقة الشرق الأوسط، الثلاثاء، يزور خلالها الأردن والسعودية، ضمن جهود بلاده لتشكيل تحالف دولي لمساعدة
العراق ومحاربة "تنظيم الدولة" (
داعش).
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر بساكي، الاثنين، خلال الموجز الصحفي للوزارة بواشنطن، إن رحلة كيري قد تتضمن محطات أخرى في المنطقة (لم تحددها).
وأضافت أن الزيارة "تأتي ضمن جهود تشكيل تحالف لمساعدة العراق ومحاربة داعش"، لافتة إلى أن هناك 40 دولة ساهمت في هذا الجهد بالعراق، سواء عبر تقديم مساعدات إنسانية أو سلاح لإقليم شمال العراق.
وأوضحت بساكي أن "كيري سيقوم خلال جولته بالتباحث مع شركاء رئيسيين وحلفاء للولايات المتحدة حول كيفية دعم أمن واستقرار الحكومة العراقية ومحاربة الخطر المتمثل بتنظيم الدولة، وكذلك مواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط".
و"تنظيم الدولة"، المعروف إعلاميا بـ(داعش)، هو تنظيم نشأ في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي له في آذار/ مارس 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية فيها منتصف آذار/ مارس 2011.
ومنذ 10 حزيران/ يونيو الماضي، يسيطر هذا التنظيم على مناطق واسعة في شرق سوريا وشمال وغرب العراق، بيد أن تلك السيطرة أخذت مؤخرا في التراجع بفعل مواجهات الجيش العراقي، مدعوما بقوات إقليم شمال العراق (البيشمركة)، وضربات جوية يوجهها الجيش الأمريكي.
ومع تنامي قوة "تنظيم الدولة" وسيطرته على مساحات واسعة في سوريا والعراق، أعلن نهاية حزيران/ يونيو الماضي عن تأسيس ما أسماها "دولة الخلافة" في المناطق التي يتواجد فيها في البلدين الجارين، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين"، ودعا باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم إلى مبايعة "الدولة الإسلامية".
وأثار التقدم الكاسح لمقاتلي التنظيم في العراق مخاوف كبيرة في عواصم المنطقة والكثير من عواصم الغرب، نظرا لأطماع التنظيم التوسعية.
وتعمل الولايات المتحدة على تشكيل تحالف دولي لمواجهة "تنظيم الدولة"، الذي تعتبره واشنطن أكبر تهديد لها، ويضم مقاتلين عربا وغربيين، ويرى مراقبون أنه سحب البساط من تحت أقدام تنظيم القاعدة.
وفي لقاء مع شبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية الأحد، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "سنكون طرفا في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية دعما للقوات العراقية والكردية"، مضيفا: "سنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها. وسننتصر عليهم في النهاية".
ومضى أوباما قائلا إن بلاده ستحتاج من الدول السنية في المنطقة، ومنها
السعودية والأردن والإمارات وتركيا، أن تعزز جهودها وتقدم المساعدة، معربا عن رغبته في مشاركة الحلفاء الإقليميين في تحقيق النصر، وفي العمل مع العشائر السنية الساخطة في العراق.
وأضاف أنه سيطلب من الشعب الأمريكي في خطاب يلقيه الأربعاء المقبل، ويعرض فيه استيراتجيته لموجهة "داعش"، "أن يتفهموا أولا أن تنظيم داعش يمثل تهديدا خطيرا، وثانيا أن لدى الولايات المتحدة القدرة على التعامل معه".