ترى صحيفة "التايمز" البريطانية أن قمة البحر الأحمر في مدينة
جدة، الخميس الماضي، تعتبر من القمم المهمة التي تجمع دولا سنيّة قوية مع وزير الخارجية الأميركي
جون كيري.
وستشارك في القمة التي تستضيفها السعودية دول الخليج ومصر ولبنان والأردن وتركيا.
وسيتركز النقاش حول كيفية التصدي لتهديد الجماعة، التي نصبت نفسها "خلافة" على كل المسلمين، وهي التي أعلن عنها مقاتلون سنّة بالضرورة.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها، الأربعاء، إن الجهود التي تبذلها الدول الغربية تعبر عن فكرة مغايرة وهي وجوب قيام دول المنطقة بالتصدي للتحدي الذي يمثله تنظيم
الدولة الإسلامية.
فهناك قوة إقليمية، إيران تحركت لدعم الحكومة العراقية في قتاله للدولة الإسلامية
داعش، فلماذا لا تفعل دول الخليج نفس الشيء وتقدم السلاح والدعم الذي يحتاجه العراق لهزيمة قوى الإرهاب، ما يعني توفير العناء والمال وخسارة الأرواح التي ستدفعها الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب؟
وترى الصحيفة أن هذا السيناريو ليس واقعيا لأن التاريخ القريب يخبرنا أنه لن يحدث "فكل الدول السنيّة تقريبا معادية لنظام بشار الأسد، وسواء اعتبرت سورية ساحة حرب بين الإسلام السني والشيعي أو ساحة حرب بالوكالة حول النفوذ مع إيران، فانخراطها العملي لم يتجاوز حد دعم وتمويل جماعات المعارضة السورية.
وعندما ارتفعت المطالب بمعاقبة الرئيس الأسد لاستخدامه غاز السارين، ذهبت كلها إلى باب باراك أوباما وحلفائه الغربيين.
ومنذ ذلك الوقت تفككت الدول السنية أكثر، فقد اعتبرت مصر والأردن كلا من قطر والكويت مصدرا للتمويل الخاص والدعم السياسي لكل الإسلاميين المتطرفين من شتى الألوان. ولكن الأمور تتغير الآن. فالحديث الدائر يقول إن السعودية ستكون مستعدة للمساهمة عسكريا في الجهود ضد "الدولة الإسلامية".
فقد دعت الجامعة العربية الإثنين لاتخاذ خطوات سياسية وقانونية وعسكرية. ومع ذلك توقفت الدول العربية عن الموافقة على دعم قوة أميركية في المنطقة.
وتقول أيضا: "بشكل واقعي، فإن موافقة هذه الدول على دعم الأميركيين والبريطانيين والدول الأخرى تعني تقديم الدعم للقوات الكردية. فقواتها العسكرية وإن كانت مسلحة بشكل جيد، لكنها لن تكون قادرة على القيام بالمهمة حتى لو كان قادتها مستعدين لنشرها. ومع ذلك فدعم ومصادقة واضحة على عمل عسكري غربي سيكون تشجيعا مهما للرئيس أوباما والقادة الغربيين".
وهذا لن يكون بالضرورة نهاية كل شيء، تضيف الصحيفة، "فبالإضافة لذلك هناك تحركات ضرورية تقوم بها كل دولة على حدة بناءً على وضعها والدور الذي ستضطلع به. فيمكن لتركيا، بل ويجب عليها إغلاق حدودها أمام الجهاديين المسافرين إلى سورية للقتال في صفوف الدولة الإسلامية. وحان الوقت كي تتوقف قطر والدول الأخرى عن تمويل الخلافة ومنع رجال الدين من الدعوة وتقديم الدعم لها. ويجب تقديم دعم إضافي لكل من الأردن ولبنان وتركيا وحكومة إقليم كردستان التي تكافح للتعامل مع أكبر كارثة لجوء في تاريخنا".
وتخلص الصحيفة إلى القول: "نحن لا نتحدث هنا عن تحالف كبير كما حدث في حرب الخليج الأولى، أو تحالف دول راغبة كما في عام 2003. ففي جدة سنشهد بداية تحالف الدول المسؤولة".