يعتصر القلق المستثمرين في البورصة
المصرية وهم يشهدون
الأسهم القيادية تهوي تحت وطأة
مبيعات حادة، تزامنت مع طرح شهادات استثمار "قناة السويس الجديدة".
وتساءل البعض عما إذا كانت خسائر
السوق مرتبطة بطرح شهادات الاستثمار، دون الالتفات لحقيقة أن السوق كانت مهيأة لتصحيح نزولي مستحق، بعد مكاسب دسمة بلغت نحو 40% منذ بداية العام.
وبدأ المصريون منذ الخميس الماضي شراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، التي تسعى الحكومة من خلالها لجمع 60 مليار جنيه (8.4 مليار دولار) لمواصلة أعمال الحفر والطرق والأنفاق بالمشروع، وذلك وسط إقبال واضح من المصريين على الشراء.
وخسر المؤشر الرئيسي للسوق نحو 2.5% منذ الخميس الماضي وفقدت الأسهم أكثر من 15 مليار جنيه من قيمتها السوقية منذ معاملات الخميس الماضي وحتى منتصف معاملات اليوم، فيما بلغت حصيلة البنوك من بيع شهادات القناة نحو 35 مليار جنيه من بيع شهادات الاستثمار حتى الآن.
وقال إيهاب سعيد من أصول للوساطة في الأوراق المالية "ما يحدث في السوق ليس جني أرباح. ما يحدث هو ضغوط بيعية قوية على الأسهم.. هناك أسهم لم تصعد الفترة الماضية وتتراجع الآن.. هذا يعني أن البيع بخسارة وهذه هي المشكلة في السوق الآن".
وهوت أسهم العربية للأقطان عشرة بالمئة وأوراسكوم للاتصالات نحو 14% وعامر جروب 15% وبايونيرز 16% والمنتجعات السياحية 17% منذ الخميس الماضي وحتى منتصف معاملات اليوم.
وبحلول الساعة 10:05 بتوقيت جرينتش اليوم، واصل المؤشر الرئيسي للسوق خسائره لرابع جلسة على التوالي ونزل 1.5% كما هبط المؤشر الثانوي 3%.
ويقول سعيد "تأثير شهادات استثمار قناة السويس بدأ يظهر في السوق. أما معاملات السوق فهي تعتمد على ما قد يحدث في المستقبل وليس الواقع اليوم. المستقبل يقول إن الشهادات ستسحب 60 مليار جنيه من السيولة الموجودة في البلد، وكان يحتمل أن يذهب جزء من هذه السيولة لسوق المال".
وأعلنت مصر في آب/ أغسطس شق "قناة السويس الجديدة" إلي جانب القناة الحالية التي بنيت قبل 145 عاما في إطار مشروع قيمته عدة مليارات من الدولارات.
ويستهدف المشروع تعزيز التجارة عبر أقصر طريق ملاحي بحري بين أوروبا وآسيا وتنمية 76 ألف كيلومتر مربع حول القناة لإقامة منطقة صناعية، ومركز عالمي للإمداد والتموين، لجذب مزيد من السفن وزيادة الدخل.
ويختلف كريم عبد العزيز من الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار مع آراء سعيد ويقول "نزول السوق ليس له علاقة بشهادات الاستثمار.. هذا مستثمر وهذا مستثمر آخر.. ما حدث هو صدفة فقط أن يأتي النزول مع موعد طرح شهادات قناة السويس. لا تنسَ أن السوق صعد بشكل كبير، وتشبع شرائيا، وكان يبحث عن أي أخبار سلبية أو شيء للنزول".
وصعد المؤشر الرئيسي لبورصة مصر نحو 40% منذ بداية عام 2014، وزادت القيمة السوقية لأسهمه بنحو 90 مليار جنيه.
وقال محسن عادل من بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار: "هناك حالة من التصحيح الحاد للأسهم بالسوق بعد المكاسب القوية. لا يمكنك أن تربط النزول بطرح شهادات قناة السويس بشكل قوي".
ويتطلع المسؤولون في مصر إلى أن ترفع القناة الجديدة الإيرادات السنوية للقناة إلى 13.5 مليار دولار بحلول 2023 من خمسة مليارات حاليا.