ملفات وتقارير

"ضنك" المصرية.. الإعلام يغتالها والأمن يطاردها

تقول حركة "ضنك" إنها تهدف لمواجهة "الجوع والفقر والظلم والمرض" - فيسبوك
أن تقرأ كتابا، ليس كأن تقرأ عنه، ومن رأى ليس كمن سمع، وبسبب الحظر الأمني على حركة "ضنك" في مصر، والذي تبعه حظر إعلامي ، واقتصار وسائل الإعلام على التعاطي معها من خلال  بيانات وزارة الداخلية التي تصفها بالحركة الخارجة عن القانون المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين؛ قررت "عربي 21" أن تحاور بعض أعضائها للوقوف على أصل الحركة، وتاريخها وأهدافها.

يقول سامي عبدالشهيد المتحدث الرسمي باسم حركة ضنك لـ"عربي 21": " نحن حركة شعبية ترفض السياسات الاقتصادية والاجتماعية للنظام الحالي التي تكرس للفقر والجوع والمرض، وترفع مطالب الملايين بتحقيق أهداف ثورة 25 يناير وتدعو المواطنين إلى التفاعل معها بالتجاوب مع شتى صور الاحتجاج، ولا نرفع أية شعارات سياسية".

ترفع الحركة شعار الإبهام المقلوب للتعبير عن بؤس الوضع المعيشي لملايين المصريين سواء من الموالين أو المعارضين، على خلفية سوداء تشير إلى قتامة الحياة في ظل الأوضاع الحالية، وقد تغني الإشارة  عن الكلام في كثير من الأحيان.

رغم عمر الحركة القصير إلا أنها استطاعت أن تنتزع شرعية في أوساط السلطات التي قررت أجهزتها الأمنية متابعتها، ومطاردة أفرادها، واعتقالهم، وأن تكسب حضورا واسعا على الشبكة العنكبوتية التي امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الأخبار، والمدونات بالأخبار عن أنشطتها، حتى أصبحت معروفة لكثير من المصريين.

في هذا الصدد يقول عبدالشهيد: " حركة ضنك لا تتبع أية فصيل سياسي، ولا يدعمها أية حزب، وباب الحركة مفتوح لكل المصريين من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ولا يوجد توجه سياسي للحركة".  نافيا كل المزاعم بأن الحركة خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، وتنتهج العنف في الشارع.

الإعلام والأمن يحاولان اغتيالها معنويا وسياسيا

ويقوم الأمن باستخدام فزاعة الإرهاب والإخوان من أجل تخويف الناس من الانضمام إليهم، وكسب تأييدهم في مطاردتهم والإبلاغ عنهم، واغتيال حركتهم أمنيا، وهو ما فشل في تحقيقه بحسب المتحدث الرسمي باسم الحركة.

وتقول الحركة التي لديها صفحة رئيسة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و17 صفحة أخرى في عدد مشابه من المحافظات إن لديها قاعدة شعبية كبيرة نسبيا مقارنة بتاريخ إنشائها في منتصف آب/ أغسطس الماضي، رغم الملاحقات الأمنية المستمرة، وانحياز الإعلام ضدها وسيره على خط النظام.

ما هي أشكال الاحتجاج لدى حركة ضنك

وتقوم الحركة بالاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتردية، والأمنية القمعية بأشكال متنوعة، من بينها التظاهر في الشوارع، ودعوة المواطنين للمشاركة فيها للتعبير عن رفضهم لها.

من أشكال الاحتجاج الأخرى، دعوة المواطنين إلى الإضراب مثل دعوة "ماتنزلش المترو" احتجاجا على نية الحكومة رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق.

ويؤكد عبدالشهيد لـ"عربي 21":  " الحركة لا تدعو لإي شكل من أشكال العنف مطلقا، على الرغم أن قوات الأمن تمارس ضدها مختلف أنواع القمع والعنف، مشيرا إلى شكل جديد من أشكال العصيان المدني من خلال إطلاق حملات شعبية، مثل حملة " خليك قاطع ..أنا مش دافع " احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

حملة الطرق على الأبواب، إحدى أنشطة حركة ضنك للتفاعل مع المواطنين لإقناعهم بالتفاعل حول قضية اجتماعية أو اقتصادية ما، وتجد اصداء إيجابية بحسب القائمين على الحركة.

وتنفي الحركة بشكل قاطع، أن تكون ممولة من أي جهة في الداخل أو الخارج، ونشاطها يقوم في الأصل على العمل التطوعي، وتستمد الحركة قوتها الدافعة من خلال الجهود الذاتية لأعضاء الحركة المنتسبين غليها إما بالتفاعل أو التواصل، مؤكدين أنهم ليسوا بحاجة إلى أموال كبيرة.

حركة ضنك ..المواطنون هم المُغيِر الرئيس على الأرض

وتعتبر الحركة أن المواطنيين هم المُغيِر الرئيس على الأرض، وأنهم واثقون من وصول صوتهم إلى أكبر عدد بسبب الوضع المعيشي المتردي الذي يضع شريحة كبيرة من المجتمع في بوتقة واحدة. 

ولا يوجد تعاون بين حركة ضنك أو أي حركة أو حزب سياسي آخر  يرفع أي مطلب سياسي، ويتجاوبون مع الحركات التي لها مطالب اجتماعية واقتصادية عادلة، كما لا يوجد أي جسور تواصل مع الحكومة أو المؤسسة الأمنية التي تعتقل نحو 60 شخصا من مؤيديها على خلفية مظاهرات 9/ 9 التي واجهتها قوات الأمن بالغاز المسيل للدمع والخرطوش والرصاص الحي.

وتؤكد الحركة أن سياسة الاعتقال والترهيب لأعضائها لن تثنيها عن استكمال مشوارها الذي سيكمله الشعب واحد تلو الآخر  إلى حين تحقيق مطالبه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بحسب المؤسسين لحركة ضنك.