قامت مراسلة صحيفة "
الغارديان" البريطانية كوستاز ليتش بلقاء عدد من مقاتلي الجيش الحر في شمال
سورية للحديث معهم حول خطة الرئيس الأميركي باراك أوباما المتعلقة بالحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش).
وقالت الصحفية إن المقاتلين السوريين في شمال سورية عبروا عن تحفظهم على الخطة، وقالوا إن الغارات العسكرية لن يكون لها سوى أثر قليل على التنظيم، وقد تؤدي إلى قتل المدنيين وربما زادت من التعاطف مع المتمردين.
ونقلت عن جابر عبدالكريم (36 عاما)، وهو مقاتل من محافظة إدلب الذي قدم إلى تركيا لزيارة عائلته، شكه باستراتيجية الرئيس الأميركي التي كشف عنها يوم الأربعاء، وقال إن الغارات لن تهزم داعش "يعرفون أين يختبئون في حالة تعرضهم لهجمات جوية، نعرف الملاجئ والمغاور وكذلك مقاتلي داعش، وإذا أرادوا توجيه ضربة قوية ضدهم فعليهم إرسال قوات عسكرية، وأي شيء غير هذا فلن ينجحوا".
وأضاف أن مقاتلي الجيش الحر لديهم تجربة جيدة بعد أكثر من ثلاثة أعوام في مواجهة النظام السوري؛ ولكنهم بحاجة لمساعدة ماسة "نحن متعبون وعتادنا ينقص، مما أدى لقيام بعض المقاتلين بتغيير مواقعهم ويعملون الآن مع داعش لأن هذا التنظيم يوفر لهم الطعام وبيوتا لعائلاتهم وأسلحة جيدة".
ويقول فيصل، 23 عاما من مدينة اللاذقية "المعنويات متدنية، لا أحد يقف إلى جانبنا، وتنقصنا الوحدة والتعاون بين مقاتلي المعارضة، وفوق كل هذا فقادة ما يسمى الجيش الحر يقيمون في تركيا يجلسون في المخيمات، وتنقصنا القيادة والدليل".
ووفقا لرأيه فإن قلة من المقاتلين ممن يعترفون بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، الذي رحب بقرار باراك أوباما ضرب تنظيم الدولة الإسلامية "يقيمون في فنادق فارهة، في أمن، ولا يجيدون غير الكلام، وما ينفقونه في أسبوع من مال، يمكنننا تزويد مقاتلين به لشهر كامل، ماذا يعرفون عن الواقع في سورية؟".
وكان الائتلاف الوطني السوري قد رحب بقرار أوباما، وقال إنه يقف وراء قرار المجتمع الدولي لقتال داعش، الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق، ودعا الائتلاف لتدريب وتسليح المعارضة؛ ولكنه أكد أن الهدف الرئيسي ما يزال الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وعبّر مقاتل آخر، عمره 30 عاما من إدلب "عن دهشته، من الاهتمام المفاجئ بداعش. "لقد قتلوا الناس، ولكن بشار يقتلهم في الثلاث سنوات الماضية ولا أحد يهتم بهذا".
ويقول القيادي العسكري في مدينة حلب محمد الباقور، الذي جاء إلى تركيا للزواج، إن التحالف للجماعات المسلحة التي تقاتل داعش في منطقته راكم تجربة لمواجهة داعش "لقد طورنا قدرات ولكننا بحاجة للمساعدة بدلا من قصف داعش من الجو، ونحن بحاجة للدعم داخل سورية للقتال، وهذه هي الطريقة الوحيدة".
وأكد أن الهدف يجب أن يكون هو إزاحة الأسد "وعندما يرحل الأسد فسنحل مشكلة داعش بأنفسنا".
وعبر الباقور عن خشيته من أثر الغارات على تماسك كتيبته "قالوا لي إنهم سيغيرون مواقعهم وينضمون لداعش، في حال قصفت أميركا التنظيم بدلا من الأسد"، و "يشعرون بالخيانة والخيبة".
وقال مقاتل من دير الزور إنه لا يريد قوى أجنبية للتدخل في بلاده "لقد شاهدنا الأميركيين في العراق وما حدث في افغانستان والصومال واليمن، غارات كهذه ستقتل مدنيين وأناسا أبرياء". وتعيش عائلته في دير الزور القريبة من الحدود العراقية والواقعة تحت سيطرة داعش، و"لا أفهم كيف سيقومون بهذا من دون دعوة من الشعب السوري".
ويقول باسل، 38 عاما، من مدينة الرقة التي يملك فيها دكانا، وهي المدينة التي تعتبر مقر الخلافة التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي "داعش في الرقة وهي مدينة كبيرة مأهولة بالسكان، فكيف سيقصفون المكان". وجاء إلى تركيا بحثا عن شقة لعائلته في غازي عينتاب، ويقول إنه لا علاقة له بالسياسة "لقد شاهدنا في السنوات الأخيرة عنفا كثيرا، نحن متعبون، فكيف سيؤدي عنف وتدمير جديد للتوصل إلى حل".