أكد وزير الخارجية الأميركي جون
كيري السبت أن القاهرة تقف في الخطوط الأمامية للقتال ضد "
الإرهاب" في ختام جولته الإقليمية الهادفة لحشد الدعم للتحالف ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفيما تنشط الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي يهدف بحسب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى "أضعاف" ثم "القضاء" على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، اختتم كيري السبت في القاهرة جولة قادته إلى بغداد وعمان وجدة في السعودية وأنقرة.
وغادر مساء السبت القاهرة متوجها إلى باريس حيث يشارك يوم الاثنين في مؤتمر دولي حول العراق يتمحور حول مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله هذه المجموعة المتطرفة التي استولت على مساحات واسعة في العراق وسوريا وتمارس تجاوزات فظيعة.
ومن غير المرجح أن يشارك الجيش المصري في التحالف العسكري ضد "الدولة الإسلامية"، إلا أنه تعاون بشكل كبير مع الولايات المتحدة في حملتها ضد الإرهاب.
وأعلنت واشنطن أنها "في حالة حرب" مع تنظيم الدولة الإسلامية، وعينت الجنرال المتقاعد جون الن منسقا للتحالف الدولي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد تساعد مشاركة مصر في التحالف على تحسين علاقاتها مع واشنطن بعد أن جمدت الأخيرة مساعداتها العسكرية لمصر عندما أطاح الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي، إلا أنها استأنفتها لاحقا.
وبعد أن حصلت على دعم عشر حكومات عربية هذا الأسبوع، تسعى واشنطن إلى الحصول على تعاون مصر ومؤسساتها الدينية ومن بينها جامعة الأزهر، في هذه الحملة.
وتكثفت الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتطرف هذا الأسبوع مع قيام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة للعراق الجمعة وجولة بداها كيري الأربعاء في بغداد وقادته إلى عمان وجدة وأنقرة كذلك.
وتقدم فرنسا منذ آب/أغسطس أسلحة إلى القوات الكردية التي تحارب التنظيم المتشدد في شمال العراق.
كما توجه هولاند إلى أربيل كبرى مدن كردستان حيث التقى نازحين مسيحيين. وفر مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأقليات في مطلع آب/أغسطس إلى هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق أمام تقدم المتطرفين السنة الذي بدأوا هجومهم في التاسع من حزيران/يونيو الماضي وسيطروا على مساحات شاسعة في العراق كما فعلوا في سوريا العام 2013.
وبعد أن حصل كيري في جدة الخميس على الدعم السياسي والعسكري من عشر دول عربية بينها السعودية، لم ينجح في إقناع تركيا بالمشاركة في التحالف الذي تسعى واشنطن لتشكيله. وترفض تركيا المشاركة بشكل فاعل في العمليات المسلحة إذ تخشى على حياة 46 من رعاياها يحتجزهم التنظيم المتطرف في شمال العراق.
واتهم علي شمخاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني واشنطن بالسعي إلى "انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب".
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا".
وأفاد مصدر دبلوماسي أن مؤتمر باريس الذي دعيت إليه نحو 20 دولة "سيتيح لكل دولة أن تكون أكثر وضوحا حول ما تريد أو ما بوسعها القيام به"، مشيرا إلى أن القرارات التي ستصدر عنه لن يتم إعلانها بالضرورة. وأضاف المصدر "لن نقول من سيضرب أو أين أو في أي وقت".
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء استراتيجيته لإضعاف "الدولة الإسلامية" والقضاء عليها. وقال انه سيتم توسيع الضربات الجوية في العراق، مع إمكان شن ضربات داخل سوريا.
وسيتم نشر ما مجمله 1600 عسكري أميركي في العراق لتقديم الدعم للقوات العراقية بالمعدات والتدريب والاستخبارات.
كما تعهد أوباما زيادة المساعدة العسكرية للمقاتلين السوريين المعتدلين الذين يحاربون النظام السوري والتنظيمات المتطرفة.
و"الحرب على الدولة الإسلامية" منعطف في سياسة أوباما الذي انتخب في نهاية 2008 على أساس رغبته في طي صفحة عقد من الحروب في العراق وأفغانستان، مع اضطراره لمواجهة الفظائع التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية الذي قتل بوحشية صحافيين أميركيين خطفهما في سوريا.
وحذر النظام السوري من تنفيذ ضربات في سوريا من دون موافقته.