استعرض ضابط كبير بالجيش
الإسرائيلي أمام المراسلين العسكريين، الأحد، الوضع الميداني على الحدود الشمالية للكيان، والأخطار التي تواجههم من
حزب الله اللبناني.
هذا الاستعراض أصبح مثار جدل في الصحافة العبرية، حيث اعتبره الكاتب الإسرائيلي يوسي يهوشع في تقريره في صحيفة "يديعوت"، أنه "يهدف إلى تحصيل ميزانية محسنة لجهاز الامن، مشيراً الى تدني مستوى الجاهزية في مجال البر، حيث أنها (الميزانية) لن تكفي أمام التحدي في لبنان وأغلب الظن في سوريا ايضا".
وبين يهوشع أن الضابط الكبير قال إن "أحدا ما يجب أن يصحو. اذا لم يكن جيش بري قوي يمكنه أن يناور ويحتل وبسرعة، فإننا لن نردع. من يعتقد أن
المناورات هي أمر من الماضي، لا يفهم في فن الحرب أو يدفن رأسه في الرمال".
فيما رأى الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، الاستعراض بمثابة أمر اعتيادي لا جديد فيه وليس جزءا من مؤامرة تخويف من جهاز الامن لزيادة ميزانيته.
وقال إن "الاستعراض تقرر قبل نحو أسبوعين، وهو في إطار الاستعراضات العادية جدا التي ينظمها الجيش الاسرائيلي بين ضابط كبار من أسلحة مختلفة للمراسلين والمحللين العسكريين. والاهم من ذلك، ففي حديثه لم يتناول الضابط الكبير تقديرات جديدة لم تكن معروفة من قبل ولم يكشف عن تفاصيل كانت مجهولة لا يعرفها أحد".
وأوضح أن الضابط الكبير "لم يتحدث عن خطر الحرب او الاشتعال في الشمال. بل العكس قضى بانه لا يوجد مضمونا خاصا في الجانب اللبناني من الحدود".
من جهته الكاتب الإسرائيلي، عاموس هرئيل، تطرق إلى الخطر المحدق من حزب الله، حيث بين أنه اذا نشبت حرب لبنان الثالثة بين اسرائيل والحزب، فمن المتوقع أن تحاول المنظمة الشيعية تنفيذ عمل خاطف بري في داخل اسرائيل في الجليل قرب الحدود، يضاف الى اطلاق قذائف صاروخية كثيف على اراضي الدولة كلها؛ كما قدّر في يوم الاحد ضابط رفيع المستوى من القيادة الشمالية.
وقال: "صادق الضابط رفيع المستوى على أن عدد القوات التي يستعملها حزب الله وطبيعة تدريبه والتجربة العملياتية المهمة التي جمعتها قواته في الحرب الاهلية السورية، تُمكنه من تدبير هذا الهجوم اذا تدهورت المنطقة الى حرب". مضيفاً "نحن نوهم أنفسنا والجمهور اذا زعمنا أن ذلك الامر غير ممكن".
ولفت إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" لا يلاحظون اهتمام حزب الله لبدء مواجهة عسكرية واسعة مع اسرائيل." فالمنظمة تبذل أكثر جهدها في الوضع الداخلي في لبنان حيث زاد التوتر بين الشيعة والسنة هناك زيادة ملحوظة بسبب دخول أكثر من مليون لاجيء من سوريا أكثرهم من أهل السنة، الى لبنان".
ولهذا السبب، يقول هرئيل، "تُرى إسرائيل الآن هدفا ثانوي الاهمية من وجهة نظر حزب الله، لكن المنظمة مستمرة في مسار طويل لبناء القوة وشراء الاسلحة وصنعها استعدادا لمواجهة محتملة مع اسرائيل في المستقبل. هذا الى أنه لوحظ تغير جوهري في استراتيجية حزب الله فيما يتعلق بحوادث مع الجيش الاسرائيلي على الحدود بين اسرائيل ولبنان".