بدأت الدراسة، السبت، في 12 من بين 27 محافظة
مصرية، وسط تكثيف للإجراءات الأمنية حول
المدارس ومديريات التربية والتعليم، وتأكيد على حظر الحديث في السياسة بحسب شهود عيان.
في الوقت الذي شهدت فيه مدارس بالقاهرة ومحافظات أخرى مسيرات وسلاسل بشرية معارضة للسلطات الحالية، ومؤيدة للرئيس الأسبق، محمد
مرسي.
وجدد وزير التربية والتعليم، محمود أبو النصر، دعوته إلى عدم الخوض في الأحاديث السياسية داخل المدارس، مؤكدا أنه وجه هذا التنبيه أكثر من مرة لمديري المديريات.
وقال أبو النصر "من يرغب في ممارسة السياسة فعليه أن يمارسها خارج أسوار المدرسة، فالمدرسة دار للعلم، وليست مكانا لتبادل الآراء السياسية".
وأضاف الوزير أن "المعلم الذي يثبت تورطه في الخوض في الأحاديث السياسية داخل المدرسة سيواجه أقسى العقوبات التي يحددها قانون التعليم، والتي تبدأ بالخصم المالي من راتبه وتصل إلى درجة تحويله إلى وظيفة إدارية".
وفي القاهرة، استقبلت نحو 90 مدرسة تلاميذها في أول أيام الدراسة، وهي مدارس تعمل يوم السبت بخلاف باقي مدارس العاصمة، التي تبدأ الدراسة فيها غدا الأحد.
فيما تظاهر
طلاب مدارس مؤيدين لمرسي، الذي تمت الإطاحة به في تموز/ يوليو 2013، في حي مدينة نصر، مطالبين بعودته للرئاسة، ومنادين بالقصاص لـ"الشهداء" (القتلى) والإفراج عن المحبوسين.
وفي الإسكندرية، استقبلت عدد من مدارس المحافظة الساحلية طلابها في اليوم الأول للدراسة.
وقال وكيل أول وزارة التربية التعليم بالإسكندرية، جمعة أنصاري، في تصريحات صحفية، إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية، في الوقت الذي ستقوم فيه إدارة البحث الجنائي بتوسيع دائرتي الاشتباه الجنائي والسياسي فى محيط كافة الأبنية التعليمية.
وفي محافظة الغربية، انتظمت العملية الدراسية في المدارس، وسط إجراءات أمنية مشددة، وتفقد مسؤولون بالإدارة التعليمية المدارس للاطمئنان على سير العملية التعليمية والتزام المدارس بتنفيذ التعليمات.
في الوقت الذي قال فيه مدير أمن الغربية، اللواء أسامة بدير، في تصريحات صحفية، إنه تم وضع خطة أمنية لتأمين جميع المدارس الحكومية والخاصة على مستوى المحافظة، عن طريق انتشار الأكمنة (دوريات) الثابتة والمتحركة في محيط المدارس، وتأمين مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى مجمع المدارس، وإزالة كل الإشغالات المحيطة من باعة جائلين وسيارات متروكة أو صناديق القمامة.
وفي محافظة القليوبية، استقبلت المعاهد الأزهرية طلابها علي مستوي المراحل التعليمية والمعاهد النموذجية، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وبشأن المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، قال وكيل مديرية التعليم، مختار شاهين، إن الدراسة تبدأ رسميا غدا الأحد في جميع مدارس المحافظة، مشيرا إلى توقيع بروتكولات تعاون مع الأجهزة المعنية لتأمين سير العملية التعليمية.
كما شهدت دمياط، انتشارا للدوريات والكمائن الأمنية ورجال الشرطة أمام المدارس، في الوقت الذي شكل فيه عدد من الأهالي لجان شعبية للتواجد في محيط المدارس، للتصدي لأي مظاهرات يقوم بها أنصار مرسي.
وفي الشرقية، نظم تلاميذ مدارس سلسلة بشرية مؤيدة لمرسي في مدينة فاقوس، قبل بدء أول أيام الدراسة، في الوقت الذي انتظمت فيه الدراسة بـ2717 مدرسة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقال مصدر أمني إن "ضباط مكتب مكافحة جرائم الآداب العامة، قامت بالانتشار أمام مدارس الفتيات لمواجهة حالات التحرش الجنسي المحتملة، وضبط مرتكبيها".
وفي الدقهلية، نظمت حركة طلاب ضد "الانقلاب"، المؤيدة لمرسي، وعدد من شباب الثورة بفرع جامعة الأزهر في مدينة تفهنا الأشراف التابعة لمركز ميت غمر، مسيرة خرجت من أمام كلية التربية للمطالبة بالإفراج الفوري عن طلاب الأزهر المحبوسين.
وفي الإسماعيلية، شهدت طوابير الصباح داخل 11 مدرسة بدأت فيها الدراسة اليوم، كلمات مبسطة عن مشروع قناة السويس الجديدة لـ"تنمية روح الانتماء والوعي عند التلاميذ"، بحسب وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، سرور إبراهيم.
وهو ما تكرر في المدارس الخاصة التي بدأت فيها الدراسة بمحافظة السويس.
وقام وزير الأوقاف، مختار جمعة، بجولة في عدد من مدارس محافظة بني سويف، قال خلالها إنه "وجد مشاعر الوحدة الوطنية بين التلميذ المسلم والمسيحي، مشيدا بالروح الوطنية العالية التي عادت لمصر".
وأضاف خلال كلمته التي ألقاها في طابور الصباح بمدرسة التوفيق أن "أي محاولات لسرقة البسمة من على وجوه الطلاب سوف تقابل بمنتهى الحزم".
وفي المنيا، غاب النشيد الوطني عن طابور الصباح، لانشغال المدارس بتوزيع طلاب الصف الأول في كل مرحلة تعليمية، وسط تعليمات مشددة خلال الطابور بحظر الحديث في السياسة.
في الوقت الذي فرقت فيه قوات الأمن بقنابل الغاز مظاهرة قام بها تلاميذ عقب انتهاء اليوم الدراسي في مدينة سمالوط، أطلقوا خلالها بعض الألعاب النارية في الهواء.
وفي أسيوط (جنوب)، تعطلت الدراسة في مدارس "دار حراء" الخاصة، والبالغ عددها 13 مدرسة وتتبع جمعية الدعوة وتنمية المجتمع الإسلامية، ما دفع مديرية التعليم إلى تأجيل الدراسة بها لدة أسبوع.
وقال وكيل وزارة التربية والتعليم، فتحي داوود، إنه تقرر تأجيل الدراسة في هذه المدارس لمدة أسبوع، حتى يتسنى لهم حل مشكلة الحافلات التي تقوم بنقل الطلاب، بعد أن قامت الدولة بالتحفظ علي أموال مجمع مدارس "دار حراء"، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في أسيوط وحل مجلس إدارتها.
وفي أسوان، انتظمت الدراسة في 61 مدرسة، بحسب وكيل وزرة التربية والتعليم بالمحافظة، محمد حوتي.
وأوضح الحوتي في تصريحات صحفية أنه تم التوجيه بالحديث في الحصة الأولى عن "تنمية الوطنية لدي التلاميذ، خاصة مشروع قناه السويس الجديدة ودوره في نهضة مصر".
وفي سوهاج، قال وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، عبد العزيز عطية، إن العملية التعليمية انتظمت بكافة الإدارات على مستوى المحافظة.
وفي الأقصر، دشن المحافظ طارق سعد الدين، مبادرة "تعلم لتبني مصر"، التي تهدف إلى مساعدة الطلاب عن طريق توزيع أدوات دراسية علي طلاب 10 مدارس بالمحافظة.
في الوقت الذي أعلنت فيه مديرية التربية والتعليم بمحافظة الوادي الجديد، عن بدء العام الدراسي الجديد الأحد، وسط استعدادات مكثفة لاستقبال الطلاب.
وأعطى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصل الحكم عبر انقلاب عسكري، في الخامس من آب/ أغسطس الجاري، إشارة بدء تنفيذ مشروع "قناة السويس الجديدة"، وهو عبارة عن ممر ملاحي يحاذي جانب من الممر الملاحي الحالي بطول 72 كيلومترا، وتعميقا لأجزاء من المجرى الحالي للقناة، بجانب إنشاء 6 أنفاق لشبه جزيرة سيناء، تمر أسفل القناة، بتكلفة تصل إلى 60 مليار جنيه (8.4 مليار دولار).
وكانت حركة تطلق على نفسها "طلاب المدارس ضد الانقلاب"، مؤيدة للرئيس الأسبق محمد مرسي، دعت في بيان لها إلى انتفاضة واسعة على مستوى مصر في كل المدارس، مع بداية الدراسة، لـ"تكون خطوة جديدة على مسيرتهم في وجه الظلم"، على حد قولها.
وشهد العام الدراسي الماضي مظاهرات من طلاب المدارس والجامعات ضد السلطات الحالية.
وتولى السيسي رئاسة مصر، في حزيران/ يونيو الماضي، بانتخابات بحماية حكم العسكر إثر انقلابه على أول رئيس شرعي منتخب محمد مرسي، وكان السيسي حينها يتولى وزارة الدفاع.