قتل القيادي البارز في الكتائب المسلحة السورية، بمنطقة
الساحل السوري، علي حناوي، بعشرين رصاصة أطلقها عليه شاب اسمه أحمد، بسبب خلاف حول الغنائم في إحدى القرى المحررة.
في الوقت الذي قال فيه شخص آخر يدعى علي، وهو أحد أقرباء حناوي، أنه سيتم محاكمة القاتل خلال الساعات القليلة المقبلة.
وبين علي لـ"عربي 21"، أنه تم إلقاء القبض على أحمد بعد قيامه بالجريمة بساعات، ليلتحق حناوي بإخوته الثلاثة الذين قضوا في اشتباكات مع قوات النظام السوري خلال العام الماضي والحالي.
وعلي
الحناوي 35 عاما، قائد كتيبة "فتى الإسلام"، وبحسب ناشطين قتل الحناوي نتيجة خلافات قديمة مع شبان آخرين كانوا متواجدين معه في إحدى القرى المحررة على الطريق الواصل بين "برج القصب" وقرية "وادي شيخان" بسبب الغنائم، وبعد حالة من الاحتقان سادت بين القاتل والقائد الميداني، قام الجاني بإفراغ أكثر من عشرين رصاصة في جسد حناوي.
وأشار ناشطون، إلى أن حناوي كان قائدا شجاعا ومقدام في المعارك، ومنها معركة "كسب"، حيث اتخذ من جبال "تشالما" مكانا تمركز فيه مع عناصره ومنع قوات النظام من التقدم في المنطقة، وبعد خروج كتائب المعارضة من كسب اتخذ من أعلى أبراج الساحل مقرا له في برج القصب.
ويعتبر القائد الحناوي من القادة الأوائل الذين خرجوا ضد النظام السوري في مدينة اللاذقية، لينتقل إلى الجبال في الريف من ثم إلى مرحلة النشاط المسلح، حيث عمل مع عدة كتائب ولم يكن مناصرا لـ"داعش"، وتجنب الصدام معها أثناء فترة سيطرتها على الساحل السوري.
في سياق متصل، تعرض قائد لواء "العاديات" محمد حاج علي لمحاولة
اغتيال عن طريق زرع عبوة ناسفة في مقره في قرية الغنيمية، ولكن العناصر المنتشرين في مداخل المقر أحبطوا هذه العملية عبر اشتباك مسلح أدى إلى مقتل شاب من عناصر اللواء.
وقال أحد الناشطين في المنطقة يدعى أبو أحمد في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن الشاب الذي قتل هو من مدينة جبلة كان في مدخل المقر مع رفاقه في "نوبة حراسة"، عندما شاهدوا أشخاصا مجهولين يزرعون عبوات ناسفة داخل المبنى فقاموا بالتصدي لهم، لكن المجهولين أطلقوا النار، ما أودى بحياته كما أصيب عنصر آخر، ولم تعرف هوية المجهولين بعد.
وبحسب ناشطين، تعرض قائد في حركة "أحرار الشام" أيضا لعملية اغتيال أودت بحياة أحد المقاتلين ممن كانوا برفقة القائد، في قرية جب الأحمر في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وذلك أثناء عملية استطلاع في المنطقة، بعد محاولة قوات النظام السوري التقدم في تلك المنطقة.
وبين الناشطون أن هناك تخوف من أن تطال الاغتيالات في الساحل قادة بارزين مشهود لهم بالقوة ومعاداتهم لكل من النظام السوري و"تنظيم الدولة"، حيث أن الأخير قام بسلسلة عمليات اغتيال لقادة مؤثرين في الساحل السوري في نهاية العام الماضي، لتعود سلسلة الاغتيالات في هذه الأوقات مجددا ولكن الفاعل مجهول.
يأتي هذا في الوقت الذي يكثف فيه النظام السوري من غاراته الجوية على الريف، حيث نفذ أكثر من أربعين غارة خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، ونصف هذه الغارات الجوية كانت في ساعات الصباح الباكر، كما أن معظم العمليات العسكرية التي تشنها قوات المعارضة تكون في هذا الوقت المبكر.