ألقى الرئيس الايراني حسن روحاني باللوم في صعود "تنظيم الدولة" وجماعات متشددة أخرى على "أجهزة مخابرات معينة" لكنه قال ان الحل لوقف هذه الجماعات يجب ان يأتي من داخل الشرق الاوسط ذاته.
وقال روحاني في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، "المتطرفون في العالم تواصلوا مع بعضهم البعض وأطلقوا نداء (يامتطرفي العالم اتحدوا). لكن هل نحن متحدون ضد المتطرفين؟."
وتعد هذه التصريحات من أقوى المواقف حتى الان من جانب ايران بشأن الصعود السريع للتنظيم المتشدد وتشير إلى أن العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في مواجهة الخطر بعد عشرات السنين من العداء.
كما تأتي بعد جدل بين طهران وواشنطن بشأن الدور الذي يمكن ان تلعبه إيران في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد مقاتلي الدولة الاسلامية الذين استولوا على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا.
وبينما استبعدت الولايات المتحدة مرارا أي تنسيق عسكري مع ايران ضد "تنظيم الدولة" قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الجمعة الماضي خلال جلسة لمجلس الامن الدولي بشأن العراق انه يعتقد ان طهران يمكنها القيام بدور ما.
وفيما يعتقد انه تلميح الى اسرائيل والولايات المتحدة ألقى روحاني باللوم في صعود التطرف العنيف على مؤثرات خارجية. وقال روحاني إن "وكالات مخابرات معينة وضعت السلاح في يد مجانين لا يستثنون أحدا الآن."
وأضاف "جميع أولئك الذين لعبوا دورا في تأسيس ودعم هذه الجماعات الارهابية يجب ان يقروا بأخطائهم."
ويقول محللون ودبلوماسيون إنه بالنسبة لرجال الدين في إيران فإن أزمة صعود التنظيم تفرض تحديات استراتيجية وجيوسياسية على "حلم (طهران) تشكيل ما يطلق عليه الهلال الشيعي" الذي يمتد من ايران الى العراق وسوريا ولبنان.
ويرى بعض المسؤولين الإيرانيين أن الازمة في العراق تتيح فرصة لطهران ويقولون ان العداء بين واشنطن وطهران أضر بالدولتين وجاء في مصلحة المتطرفين.
وتشن الولايات المتحد ودول أخرى حليفة لها غارات جوية في العراق وسوريا تستهدف أهداف لـ"
داعش"، الذي يسيطر على مساحات في البلدين الجارين، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة" وينسب إلى التنظيم قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.
وشككت
إيران في وقت سابق في قدرة هذا التحالف في دحر "داعش"، متهمة بعض أطرافه بـ"تمويل الإرهاب".