قال البروفيسور
الإسرائيلي إيلي فودة، إن حالة الفوضى والاشتعال التي تعيشها منطقة
الشرق الأوسط تخلق فرصا جديدة، "يتعين على إسرائيل أن تستغلها لعقد
تحالفات جديدة والوصول الى تسويات مريحة ومرضية لمصالحها".
ونوه فودة في مقاله في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أن "إسرائيل في ضوء الأحداث في المنطقة لم تبادر بخطوات سلمية، وفضلت الالتصاق بالوضع الراهن الذي يسمح لها بمواصلة سياسة الاستيطان، وعرقلة قسما كبيرا من المبادرات التي اقترحها طرف ثالث أو الطرف الثاني في النزاع".
وأشار الكاتب إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو لصحيفة "الجيروزاليم بوست" العبرية، من أن "المبادرة السعودية لم تعد ذات صلة في الشرق الأوسط المتغير. وعلى حد نهجه، عندما عرضت المبادرة في 2002، لم تكن حماس تسيطر بعد على غزة، وداعش لم يكن يسيطر بعد على سوريا والعراق، وايران لم تكن سرعت برنامجها النووي".
ليتوافق فودة ونتنياهو بأن "ما تغير هو أن قسما من دول المنطقة لم تعد ترى في إسرائيل عدوا بل حليفا ممكنا في الصراع ضد تهديدات مشتركة". مؤكداً على ضرورة أن يتوافق التصريح مع سياسة مناسبة.
وطرح الكاتب الذي يشغل منصب، عضو المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية، أسباب الاشتعال في الشرق الأوسط، قائلاً إنها نتيجة عدة سياقات نضجت في السنوات الاخيرة أولها "آثار الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003. فهم من جهة أصلح الخطأ التاريخي للبريطانيين، والأغلبية الشيعية رفعت الى الحكم. ولكن هذا (الإصلاح) تم بثمن الاقصاء والإساءة للأقلية السنية، التي ردت بالعنف. وخلقت الفوضى فراغا دخلت آليه قوى إرهابية إسلامية في شكل القاعدة وداعش".
وبين أستاذ في دائرة دراسات الإسلام والشرق الأوسط في الجامعة العبرية، أن السبب الثاني للاشتعال في المنطقة هو "تعاظم الصراع بين الإسلام والغرب، على نمط حرب الحضارات مثلما وصفها صموئيل هنتنغتون، وإن كان خلافا للفهم السائد، فإن هذا الصراع محصور بالمنظمات والأفراد الذين يرون في الغرب منطقة كفار الحرب ضدها ضرورية وشرعية".
وأشار فودة في ختام مقاله إلى السبب الثالث للفوضى، و"هو الصراع داخل الإسلام على الطريق "الصحيح". مضيفاً "هذا صراع مزدوج؛ بين الشيعة والسنة – أمثلة بارزة على ذلك هي صراع الدول العربية السنية (مثل مصر، السعودية، الاردن والمغرب) ضد ايران، حزب الله وبقدر ما العراق؛ وصراع داخل السنة انفسهم – محافل سنية تقاتل ضد الإخوان المسلمين، حماس، القاعدة وداعش. والأخير: الربيع العربي الذي خلق الفوضى في سوريا، في ليبيا وفي اليمن، وهز الاستقرار في مصر وتونس وكذا في دول ملكية لم تجتاز ثورة".