ملفات وتقارير

تايوان تحذر بكين من تضرر العلاقات إذا قُمع المحتجون

محتجون في شوارع هونغ كونغ - أ ف ب
 قال زعيم تايوان ما ينغ-جيو الثلاثاء، إن الصين ستواجه نفور شعب تايوان والإضرار بالعلاقات معه إذا لم ترد "برفق" على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ.

وتأتي تصريحات الرئيس ينغ-جيو بينما مد عشرات الآلاف من المحتجين إغلاقهم لشوارع هونغ كونغ بعدما خزنوا المؤن ونصبوا حواجز متنقلة استعدادا لتحرك يخشاه البعض للشرطة، لإخلاء الطرق قبل العيد القومي للصين المصادف الأربعاء، الأول من تشرين الأول/ أكتوبر.

وقوبلت الأحداث في المستعمرة البريطانية السابقة بتخوف في تايوان. وتقيم جزيرة تايوان علاقات اقتصادية قوية مع الصين، لكن بكين لم تتخل عن خيار استعمال القوة قط في سبيل استعادة السيطرة على الجزيرة التي تعتبرها إقليما متمردا.

وقال ينغ-جيو في اجتماع للحزب القومي الحاكم إن المواجهة بين الشرطة والمتظاهرين تثير الكثير من القلق.

وأضاف في تصريحات نشرها الحزب، إنه "إذا استطاعت سلطة البر الرئيسي التعامل مع هذا الطلب برفق فإنها يمكن أن تساعد في تقليل الفجوات العقلية بين الشعوب على جانبي مضيق تايوان وتحسين العلاقات بين جانبي المضيق".

 حاكم إقليم هونغ كونغ يدعو لإنهاء الاحتجاجات "فورا"

وكان الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ، سي واي ليونغ، قد دعا المحتجين المؤيدين للديمقراطية في وقت سابق إلى وقف حملتهم "على الفور"، بينما لا تزال هناك حشود ضخمة تشل الحياة في أجزاء من الإقليم.

ويحتشد عشرات الأشخاص في الشوارع في العديد من المناطق ويغلقون حركة المرور بها.

ويطالب المحتجون الصين بمنح هونغ كونغ حرية التصويت لاختيار زعيمهم القادم، وهو ما ترفضه بكين.
وتشهد الشوارع حاليا حالة من الهدوء النسبي، لكن الحشود من المتوقع أن تتزايد في وقت لاحق قبيل العيد الوطني للصين.

ونام المحتجون في الشوارع، لكنهم سيغادرونها في وقت لاحق الثلاثاء قبل أن تنضم حشود أكبر خلال المساء.

واستخدمت الشرطة مطلع الأسبوع الحالي الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، لكن قوات مكافحة الشغب انسحبت من ذلك الحين والتزم المحتجون الهدوء.

ويغلق محتجون مناطق رئيسية من المدينة، ولا تزال بعض المدارس والبنوك مغلقة.

ويطالب المحتجون بتنحي الرئيس التنفيذي للإقليم التابع للصين سي واي ليونغ، لكنه رفض هذا المطلب على ما يبدو، قائلا إن إزاحته من السلطة ستعني أن الزعيم القادم لهونغ كونغ سيجري اختياره من قبل لجنة، كما حدث في عام 2012 وليس من قبل الناخبين.

وطالب ليونغ المحتجين وهم مزيج من الطلاب وجماعة "احتلوا وسط المدينة" المؤيدة للديمقراطية وآخرين مستائين من رد الحكومة على الاحتجاجات، بمغادرة أماكن الاحتجاج والرجوع إلى منازلهم.

وقال ليونغ إن "مؤسسي (حركة) احتلوا وسط المدينة أكدوا مرارا أنه إذا خرجت الحركة عن السيطرة، فإنهم سيطالبون بوقفها. إنني الآن أطلب منهم أن يفوا بوعدهم الذي قطعوه على المجتمع، وأن يوقفوا هذه الحملة فورا".

وقررت الصين الشهر الماضي السماح لمواطني هونغ كونغ بالتصويت لاختيار زعيمهم القادم في عام 2017.

لكن اختيار المرشحين سيقتصر على اثنين أو ثلاثة يجب أن تصدق عليهم أغلبية لجنة مؤيدة للصين، وهو ما يعني أن بكين سيكون بإمكانها بشكل فعلي فرز المرشحين بحسب رغبتها، وهو ما يرفضه المحتجون.

الصين تخفي أثر تظاهرات هونغ كونغ إلكترونيا


وفي الوقت الذي تتصدّر فيه التظاهرات المعارضة في هونغ كونغ عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العالمية وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بصور وأخبار التظاهرات، تغيب المستعمرة البريطانية السابقة عن وسائل الإعلام الصينية ويختفي أي ذكر لها على موقع التواصل الأشهر في الصين "الخاص بالمستخدمين الصينيين".

وكشفت السلطات الصينية عن قلقها من تظاهرات هونغ كونغ المطالبة بالديموقراطية عبر حجب تطبيق "إنستاغرام" لمشاركة الصور في البر الصيني والذي تحوّل إلى منصة رئيسية لمشاركة صور التظاهرات.

 ويظهر موقع "غرايت فاير وول أوف تشاينا" الذي يرصد الرقابة الصينية على المواقع الإكترونية، أن "إنستاغرام" الذي يملكه "فيسبوك" غير متوفر في أي من المدن الصينية الرئيسية.

وأكد المستخدمون في البر الصيني أنهم غير قادرين على الدخول إلى تطبيق مشاركة الصور في وقت تعذر فيه الدخول إلى الموقع التابع للتطبيق على الإنترنت في المدن الصينية الرئيسية.

وبذلك تضيف الرقابة الصينية إنستاغرام إلى لائحة كبيرة متنامية من المواقع الأجنبية المحجوبة في الصين بينها مواقع تواصل شهيرة مثل "تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك" المحتجبة منذ سنوات والتي تشكل منبرا أساسيا للمتظاهرين في هونغ كونغ، علما بأن معظم خدمات "غوغل" على الإنترنت تحجبها السلطات في الصين منذ حزيران/ يونيو الماضي.

وذكر موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصيني المعارض الذي يبث من خارج الصين أن السلطات حجبت أيضا خدمة المحادثة اليابانية "لاين" والكورية الجنوبية "كاكاو توك".

وفي وقت سابق هذا العام حجبت الصين أيضا موقع "داك داك غو" الأميركي للبحث والذي يحمي خصوصية المستخدم.

وليس مفاجئا أن يغيب أي ذكر لما يحدث في هونغ كونغ عن وسائل الإعلام الصينية التي يغلب على معظمها الطابع الحكومي، اللهم إلاّ من خبر نشر على وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" حول تراجع البورصة في هونغ كونغ بنسبة 1.49% بحلول منتصف النهار.

ولم تكتف السلطات بحجب مواقع التواصل العالمية، بل فرضت رقابة على موقع التواصل الصيني "ويبو" Weibo الذي اتسعت شهرته نظرا إلى غياب المواقع الأخرى، وحذفت وسم (هاشتاق) "هونغ كونغ" الذي كان الأكثر تداولاً على الموقع إلى أن اختفى كليا من اللائحة.