قبل عام بالتحديد انقضت ساعات الخوف والحذر والترقب التي عاشها الناشط من ريف
دمشق "حسن" ببطء شديد، فقد كانت على حد قوله من أطول ساعات العمر عندما كان يستقل سيارة زراعية مع مجموعة من الثوار متجهين من بلدات درعا باتجاه ريف دمشق الغربي، مرورا بنيران النظام في
تل الحارة.
حسن الذي كان يتنقل من مدينة جاسم في درعا باتجاه دير ماكر مرورا بكفر شمس، يقول لـ"عربي 21": "مسافة طويلة من الطريق كانت ضمن تل الحارة الذي كان يرصده عناصر النظام المرابطين فوقه وينالون من بعض السيارات ويتركون بعضها الآخر تمر بسلام دون وجود قانون يحكم مزاجيتهم".
ويتابع: "لم تفارق عيني قمة التل بانتظار اللمعة التي يعرف معناها كل الثوار، أي بريق المدفعية التي تستهدف الطريق بشكل مباشر، وقذيفة واحدة منها كافية لقتل كل من في السيارة وإرداء السيارة كومة من الحديد، لكنني مررت بسلام في ذلك اليوم، ليصبح المرور على هذا الطريق فيما بعد انتحارا في اغلب الأحيان بسبب خطورته الشديدة".
وتحرير تل الحارة على يد الثوار ينشر في نفس حسن السعادة لما له ذكرى سيئة في قلوب أهالي حوران والقنيطرة، الذين فقدوا أحبتهم بنيران النظام ناهيك عن قصف القرى بشكل يومي.
الحارة هو التل الأهم في المنطقة، فهو يتحكم بأهم طرق الثوار واستيلاء النظام عليه يعني إغلاق الطريق باتجاه العاصمة دمشق مرورا بغوطتها الغربية، وقيام ثوار درعا بتحرير التل يعني فك حصار ثوار الغوطة الغربية والمضي معهم باتجاه فك حصار داريا والمعمضية والعبور منهما إلى العاصمة.
تل الحارة الاستراتيجي الذي يبلغ ارتفاعه 1075 مترا عن سطح البحر يعتبر أعلى تل في المنطقة الجنوبية من
سوريا، وتكسوه أشجار السرو والصنوبر ويمكن من خلاله رؤية العديد من المدن والأماكن المحيطة به ونيرانه تستهدف أهداف على مسافات بعيدة.
وبحسب حسن، "المعارك المتوالية التي جرت في درعا والقنيطرة باستراتيجية واضحة تهدف إلى فتح الطريق باتجاه ريف دمشق فمعركة "والمغيرات صبحا" مهدت للمعركة التي جرى من خلالها تحرير قرى نبع الصخر ومسحرة وتل مسحره وسرية خميسة وبلدة كوم الباش وبلدة مجدولية وبالتالي تم إطباق الحصار على تل الحارة".
وبين أن النظام بعد خسارته للقرى والبلدات السابقة فقد الأمل من استعادتها لذلك بدأ بنقل العتاد الثمين من التل خشية وقعه بأيدي الثوار وهذا ما لاحظه الكثير من ناشطي المنطقة.
وأشار حسن إلى أن الثوار يبذلون جهود كبيرة للسيطرة على مدينة خان أرنبة والبعث وجبا وبإعلان تحريرهم تصبح محافظة القنيطرة أول محافظة سورية محررة بالكامل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المنطقة فيها من الكثير من عناصر الجيش والعتاد الثقيل والتحصينات فهي معدة كخط دفاع أول لصد أي هجوم من قبل الكيان الإسرائيلي.
يشار إلى أن النظام استنفر بشكل واضح في مدن الغوطة الغربية وخاصة الكسوة وما حولها حيث رصد الناشطون وضع ما يقارب 5 خيم ورادار وشيلكا ودبابتين، إضافة إلى غرفة إسمنتية ومدفع فوزليكا في قمة جبل المضيع.
وتأتي هذه التعزيزات بعد ساعات قليلة من إعلان الثوار السيطرة على تل الحارّة الذي يبعد حوالي 25 كم عن مدينة الكسوة، وعمليات التحصين والتجهيز بدأت منذ بداية معارك تحرير التلول وخاصة جبل المضيع وسلح الطير والتي تعتبر خط الدفاع الثاني عن العاصمة بعد تلال حوران والقنيطرة وأهمها تل الحارة المحرر.