"
مخيم الأمل".. مأوى أقامه بشكل غير رسمي عدد كبير من
النازحين السوريون على الشريط الحدودي في هضبة
الجولان المحتلة، عقب فرارهم من بلداتهم وقراهم بمنطقة
القنيطرة بسبب الهجمات الشرسة لقوات النظام السوري على المنطقة التي يسيطر الجيش السوري الحر على مساحات كبيرة منها. كما يضم المخيم نازحين من بلدات في ريف درعا، مثل نوى والحارة وجاسم.
وعلى الرغم من أن المخيم اسمه "الأمل"، فإنه يفتقد الى المقومات الرئيسية التي تخلق أملا إالى الخدمات الأساسية.. الأمر الذي يجعل أوضاع النازحين المقيمن فيه بائسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. ويتوقع - إن بقي الحال على ما هو عليه - أن تزداد بؤسا مع قدوم فصل الشتاء.
ويقدم متبرعون فرادى وجمعيات خيرية خليجية الخيام والماء وامدادات الطعام للنازحين في المخيم الذي تنقصه الخدمات الأساسية التي توفرها هيئات دولية ومنظمات غير حكومية في مخيمات
اللاجئين الأخرى.
وقال نازح من سكان المخيم يدعى أبو محمد لتلفزيون رويترز: "سوينا المخيم لحتى نفك معاناة وقعنا بمعاناة أكبر. وقعنا بمعاناة ومصاعب أكبر من اللي كنا نتوقعها. كنا نتوقع والله المنظمات تهجم وتساعدنا. الحكومة المؤقتة تهجم وتساعدنا. هون يا بوي على مستوى يعني مي (ماء) ما احنا قادرين. على مستوى خيمة الناس يعني هون قاعد تسع عيلات (عائلات).. هون قاعد ست عيلات.. هون قاعد أربع عيلات. خيمة.. خيمة. حلم الإنسان السوري صار خيمة وما عم بيلاقيها".
وقال عديد من النازحين المقيمين في المخيم إن العقبة الكؤود التي يواجهونها في المخيم هي عدم توفر الخيام. ويعاني سكان المخيم كذلك من عدم توفر المياه والكهرباء والخدمات الطبية به.
وقالت امرأة من سكان المخيم إن ما يصل الى ثلاثين شخصا ينامون في كل خيمة. وكثير من الخيام لا تصلح في فصل الشتاء الذي اقترب.
وأضافت أم خالد، وهي تطهو طعاما على موقد بدائي يعمل بالحطب: "والله امبارح ييجي تلاتين واحد احنا نمنا بخيمة. والله انه على بعضنا لحم لحم.. ظلم.. نسوان وبنات والله نور ما عندنا.. عالعتمة. هذا جارنا اسأله. والله ما عندنا مازوت ولا عندنا أي شي من الأشياء هادي ولا مي ولا اشي".
وكرر طفل في المخيم يدعى سامي ما قالته أم خالد، وهو يشير الى المساحة في داخل خيمة: "ثلاثين واحد نمنا بالخيمة. مافيش خيام. جوعانين بدنا مي بدنا نعيش. خمسة وعشرين واحد نمنا بخيمة والله ما وسعتنا".
وتفجر قتال شرس في أواخر آب أغسطس في مرتفعات الجولان. ووصل القتال الأسبوع الماضي الى الشريط الحدودي الفاصل بين الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان والجوء الآخر من الهضبة، وذلك بعد سيطرة مقاتلين على نقطة عبور تفصل بين الجانبين في القنيطرة.