سيطرت جماعة أنصار الله "الحوثيون" الخميس، على قاعدة جوية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، ما دفع قائد القاعدة فيصل الصبيحي لتقديم استقالته، بحسب مصدر عسكري.
وأفاد المصدر، المقرب من قائد القاعدة أن مسلحي الحوثي سيطروا بشكل مفاجئ على القاعدة الجوية مساء الخميس، فيما أعلن العميد فيصل الصبيحي استقالته عقب سقوط القاعدة الجوية بكل إمكاناتها وسلاحها في أيدي الحوثيين.
وفي حين لم يكشف الصبيحي عن أسباب استقالته في بيان رسمي، قالت مصادر مقربة منه إن التسهيلات التي تلقاها المسلحون الحوثيون ومكنتهم من السيطرة على القاعدة وراء الاستقالة، دون الإفصاح عن طبيعة تلك التسهيلات.
ولم يكن العميد الصبيحي بمقر القاعدة وقت سيطرة الحوثيين عليها حيث غادر القاعدة قبل عيد الأضحى المبارك إلى منزله في عدن، لكنه لم يعلن الاستقالة إلا بعد سقوط القاعدة الجوية مساء الخميس، بحسب المصدر نفسه.
ومنذ أيام بدأ مسلحو جماعة الحوثي الدخول إلى محافظات ومدن يمنية والسيطرة على مقرات حكومية وإقامة نقاط تفتيش، خلافا للعاصمة صنعاء التي أحكموا السيطرة عليها في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وفي سياق ذي صلة، اقتحم مسلحون حوثيون الخميس، منزل مسؤول حكومي يمني في محافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، بعد يومين من فرض تواجدهم بالمدينة، بحسب شهود عيان.
وقال شاهد عيان، إن مسلحين من جماعة الحوثي اقتحموا منزل محافظ ذمار، اللواء يحيى العمري، الذي يتواجد منذ أمس في مسقط رأسه بمديرية الحداء خارج المحافظة، بعد تقديم استقالته احتجاجا على دخول الحوثيين المدينة.
وأشار المصدر إلى أن الحوثيين استبقوا ذلك باستيلائهم على مقر دار الضيافة، المخصص لاستقبال كبار الضيوف من المسؤولين الزائرين للمحافظة، ويقع مع منزل المحافظ، داخل سور واحد وسط المدينة، مرجحا عدم وجود أي من أسرة المحافظ داخل المنزل وقت اقتحامه.
وتضاربت الأنباء حول عملية سيطرة الحوثيين على المبنيين، ففيما أشار شهود إلى أن أمين عام المجلس المحلي في المحافظة (نائب المحافظ)، مجاهد شائف هو من وجه بتسليم دار الضيافة إلى الحوثيين، قال آخرون إن الحوثيين دخلوا المبنى بالقوة.
وفي وقت سابق، رفض المجلس المحلي في ذمار في اجتماع له، استقالة المحافظ وطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي عدم قبول الاستقالة وأقر إلزام رجال الأمن بالتواجد في شوارع المدينة لحفظ الأمن بدلا من نقاط التفتيش التابعة للحوثيين.
وكان
الحوثيون دخلوا ذمار الثلاثاء الماضي وقاموا بنصب عددا من النقاط في الشوارع ومداخل المدينة ونظموا دوريات أمنية بينما كان مسلحيهم يتجولون بأسلحتهم وسط غياب شبه تام لقوات الأمن.
ويشار إلى أن يحيى العمري كان محافظا لصعده، شمالي
اليمن، المعقل الرئيس لجماعة الحوثي قبل اندلاع الحرب الأولى مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2004، ويتهمه الحوثيون بأن له دور في إشعالها خاصة وأنه تصدى لهم ولم يكن مؤيدا لما قاموا به حينها، ولهذا قدم استقالته بعد دخول الحوثيين ذمار.
العمري على خلاف مع الحوثيين منذ حرب صعدة رغم انتمائه لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينظر إليه باعتبار من المتحالفين مع الجماعة.