يرى الخبير العسكري
العراقي ضياء علوان الجنابي، أن العاصمة
بغداد ليست ضمن الأهداف الحقيقية التي يسعى تنظيم "
داعش" من أجل الوصول إليها، وأن الإدارة الأمريكية ضخمت الموضوع لغرض بث المزيد من الارتباك لدى القيادة العراقية، فيما أشار إلى أن مقتدى الصدر تورط بتصريحه عن استهداف القوات الأمريكية التي باتت طلائعها تصل تباعاً إلى محافظات عدة وسط تساؤلات عن جدية الصدر في تنفيذ تهديده.
وقال الفريق المتقاعد الجنابي، إن: "تركيز تنظيم داعش على اقتحام أسوار بغداد هو للمشاغلة الإعلامية ولمضاعفة جرعة الرعب أكثر من كونه هدفاً حقيقياً يسعى التنظيم إلى تحقيقه، مشيراً إلى أن مقاتلي "تنظيم الدولة" جعلوا من العاصمة ساحة تكديس للقوات العراقية التي يتم سحبها باستمرار من نقاط المواجهة الساخنة أو المحافظات الجنوبية".
وأضاف الجنابي الذي خدم في سوريا وإيران والكويت، أن تضخيم خطر سقوط بغداد جاء بنتائج خطط لها تنظيم داعش ونجح بإجبار القيادة العراقية على سحب كميات هائلة من الجند والمعدات من مناطق الاشتباك وعادت بها لحماية أسوار العاصمة والمراكز المهمة، مستشهداً بما حصل من إخلاء لمعسكر هيت الضخم في الأنبار، وتكليف القوة التي تشغله بمهمة تعزيز دفاعات قاعدة عين الأسد الجوية.
ولفت الجنابي، إلى أن الجانب الأمريكي ساهم بقدر كبير في تضخيم إشاعة سقوط العاصمة بغداد من خلال عدة تصريحات كان أبرزها تأكيد رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي بأن مروحيات الأباتشي الأمريكي تصدت لهجوم داعش ومنعتهم من الاستيلاء على مطار بغداد الدولي، مبيناً أن الجهود الأمريكية ترمي لتعزيز حاجة المنطقة لتواجد قوات برية مشتركة وهو الحل الذي يجمع عليه كل القادة والمخططين في البنتاغون.
ويؤكد الخبير، أن الاستيلاء الكامل على محافظة الأنبار وإسقاط مدينة سامراء وإحراز توسع في ديالى وكركوك هي أهداف أكثر أهمية لمقاتلي داعش من دخول بغداد التي من شأنها أن تؤدي إلى تكوين تحالف دولي "أكبر من الحالي" لأجل محاربة التنظيم في حملة عسكرية ضخمة جداً وفي توقيت غير مناسب لمقاتلي التنظيم.
وعلى صعيد آخر يرى الجنابي مقتدى الصدر "تورط" في تصريحه بشأن استهداف أي تواجد بري أمريكي في العراق، ويرى أن وقت تنفيذ التهديد قد حان مع نزول المئات من المستشارين الأمريكان إلى قاعدة سبايكر في صلاح الدين ومعسكر كركوش في ديالى وهي مناطق تقع ضمن قاطع عمليات ميليشيا "السلام" التابعة للصدر.
وتابع أن الصدر سيكون أمام مأزق تنفيذ وعده في الاستهداف ولكنه عليه أن يتحمل عواقب سماء تعج بمئات المقاتلات والمروحيات والطيارت الأمريكية من غير طيار والتي لن تتردد لحظة في شن غاراتها على ميليشيا الصدر التي تتوزع بشكل مكشوف على الأرض.
وأشار الجنابي الذي أنهى جزءا من دراسته العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق، إلى أن اغلب القيادات الشيعية في العراق أبدت انزعاجاً واضحاً من تصريح الصدر بشأن استهداف "المحتلين"، وأن البعض تطوع ليبين أنه تصريح إعلامي ليس إلا، وذلك خشية غضب أمريكي قد يؤدي إلى تراجع زخم الغارات المكثفة التي حافظت على الكثير من ماء الوجه للقوات العراقية.