قال مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون في كلمته خلال مؤتمر علماء
المقاومة إن سوريا "تقاوم من أجل حماية دمشق وطرابلس واليمن"، مشددا أن الدين "ليس له علاقة بما يحصل حاليا".
ودعا حسون علماء المسلمين إلى زيارة حلب شمالي سوريا والاطلاع على ما فعله "ما يسمى بالثوار من تدمير في المدينة وتفجير المساجد والكنائس"، رافضا إطلاق اسم "الثورة" على ما يجري في سوريا منذ آذار/ مارس 2011.
من جهته أكد مؤتمر علماء المقاومة الذي انعقد في العاصمة اللبنانية
بيروت، الثلاثاء، أن المقاومة في التصور الإسلامي أمر أصيل لأن الأنبياء إنما بعثوا لتعبيد الحياة لله والصراع ضد كل مظاهر الطاغوت والطغيان.
وفي البيان الصادر عن الاجتماع الأول للهيئة التأسيسية للمؤتمر، دعا الاتحاد العلماء المسلمين إلى الاضطلاع بدورهم الريادي في تعبئة الجماهير ضد كل الاعتداءات على وجود هذه الأمة وثقافتها ودورها الحضاري، خاصة وأنهم ورثة الأنبياء، وفقا للبيان.
وشدد المؤتمر على أهميّة قضية فلسطين ومركزيتها لشعوب المنطقة ولكل المسلمين وخاصة القدس الشريف وضرورة جعلها في الدرجة الأولى من سلم الأولويات، وأنها هي الغاية من تأسيس
اتحاد علماء المقاومة.
ونوه البيان إلى أنّ الثورة والمقاومة مستمرة حتى استئصال جذور الاحتلال الصهيوني وتحرير أرض فلسطين من النهر إلى البحر.
كما دعا الاتحاد في بيانه كل علماء الأمة ومفكريها وقادتها السياسيين والاجتماعيين للوقوف بوجه الاحتلال الصهيوني والأميركي والاستكبار العالمي والسعي لتحقيق الاستقلال التام وتحرير الشعوب المضطهدة كافة من أسر قوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية.
وناشد الاتحاد الأمة الإسلامية بتعبئة الطاقات والإمكانيات كافة لإعادة إعمار
غزة وتأهيلها؛ لكي تواصل السير بأقوى مما كانت عليه على درب المقاومة وحتى تحرير كامل أرض فلسطين.
وأعلن استعداده التام لدعم المقاومة الفلسطينية وكل أشكال المقاومة في مواجهة الاستكبار العالمي في كافة أقطار العالم، بحسب البيان.
وكشف الاتحاد عن الدفعة الأولى للدعم المالي من أجل إعمار غزة، مؤكدا أنّه سوف يواصل تعبئة طاقات الأمة من أجل مواصلة طريق الجهاد والمقاومة.
وأضاف البيان أن الاتحاد يؤكد على ضرورة توعية الأمة لما يحاك ضدها من مؤامرة التمزيق والفتنة، وأن كل محاولة لحرف بوصلة المواجهة مع العدو الإسرائيلي إلى الداخل الإسلامي هو عمل إجرامي تقف خلفه الصهيونية وقوى الاستكبار العالمي وعملائه.
وختم البيان بشكر المشاركين كل الجهات التي استضافت الاجتماع وساهمت في إيجاد الجو المناسب لانعقاده.
من الجدير بالذكر أنّ الاجتماع انعقد تنفيذا للقرارات الصادرة عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر علماء المقاومة التي انعقدت بتاريخ 9 و10 أيلول/ سبتمبر 2014 في العاصمة الإيرانية
طهران، وجاء الاجتماع في سياق المصادقة على النظام الأساسي وانتخاب الأمين العام و هيئة الرئاسة للاتحاد وتحديد المشاريع المستقبلية على ضوء المستجدات في العالم الإسلامي والساحة الدولية وإيجاد حلول سلمية للازمات الراهنة.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال إن "المواجهة الدائرة حاليا في المنطقة هي بين محور إيران وسوريا وحزب الله من جهة، ومحور أمريكا وإسرائيل وبعض الدول والأنظمة من جهة أخرى، فيما رفض مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون تسمية ما يجري في بلاده بـ"الثورة".
وقال قاسم خلال افتتاح الاجتماع الأول للهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، بحضور عدد من المشايخ السنة والشيعة من عدة بلدان، إن اللبنانيين "نجحوا في وأد الفتنة"، معتبرا أن الخلافات في لبنان "خلافات سياسية بحتة".
وحذر قاسم من "الأمن الطائفي والمذهبي" في لبنان، مشددا أن حزب الله يرفضه بكل أشكاله.
ودعا إلى "عدم تأمين الغطاء السياسي والديني للإرهاب التكفيري"، مشيرا إلى أن "الوحدة السنية الشيعية بكل أبعادها في لبنان والعالم".
واعتبر أن المواجهة في العالم اليوم "هي بين محورين، الأول محور إيران وسوريا وحزب الله وبعض المقاومات، والمحور الثاني هو محور أمريكا وإسرائيل وبعض الدول والأنظمة في مواجهة المقاومة"، رافضا "التصنيف المذهبي، لأن الخلاف والمواجهات هي مواجهات الخيارات السياسية".