قال الجيشاللبناني، الاثنين، إن وحداته تمكنت من الدخول إلى آخر مواقع الجماعات المسلحة في مدينة طرابلس في شمال البلاد بعد يومين من الاشتباكات العنيفة معها، مشيرا إلى اعتقال العديد من المسلحين وفرار عدد آخر منهم.
وأوضح الجيش في بيان أنه مستمر في تنفيذ عملياته العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها، مشيرا إلى أنه "تمكن من دخول آخر معقل للجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التبانة".
وأضاف أن وحداته "اعتقلت عددا من المسلحين، فيما تمكن آخرون من الفرار مستفيدين من طبيعة المباني السكنية، بعد أن أقدموا على زرع عبوات وتفخيخات في الأحياء السكنية"، لافتا إلى أنه "تمّ العثور على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات".
ونفى البيان "حصول أي تسوية مع هذه المجموعات"، معتبرا أن "كل ما قيل يدخل في إطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش السريع والحاسم في استئصال هذه المجموعات التي طالما أسرت مدينة طرابلس وعاثت فيها تخريبا".
وفي بيان آخر، دعت قيادة الجيش "فلول الجماعات المسلّحة الفارين، إلى تسليم أنفسهم للجيش"، مؤكدة أنه "لن يتهاون في كشف مخابئهم أو يتراجع عن مطاردتهم حتى توقيفهم وسوقهم إلى العدالة".
وأكدت القيادة في بيانها أنه "لا بيئة حاضنة للجماعات المسلحة ولا غطاء للجميع سوى الدولة والقانون".
يذكر أن الجيش ومنذ صباح الاثنين تابع انتشاره الواسع في الأحياء السكنية والأسواق التي شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة ضد المجموعات المسلحة في طرابلس، ونزوحا كبيرا، تجاوز 70 بالمائة من سكانها المدنيين الذين تركوا بيوتهم ومحالهم ولجأوا إلى أقاربهم في مناطق أخرى وإلى بعض المدارس الرسمية التي فتحت أبوابها لهم في المدينة.
وكان مصدر أمني قال صباح الاثنين، إن الجيش سيطر بشكل كامل على كل الأحياء التي اندلعت فيها المواجهات مع المجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن وحدات عسكرية خاصة عملت على تفكيك العديد من الألغام التي زرعها المسلحون في الطرقات.
وبحسب إحصائية غير رسمية، فقد قتل في الاشتباكات 11 جنديا لبنانيا وجرح أكثر من 15 آخرين، إضافة إلى عدد من القتلى من المسلحين والمدنيين ووقوع أضرار مادية جسيمة في المحال التجارية والممتلكات.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام شدد خلال ترؤسه اجتماعا أمنيا الاثنين في السراي الحكومي في بيروت، على دعم الجيش في حربه على المجموعات المسلحة في طرابلس "إلى أي جهة انتموا"، مؤكدا دعم الحكومة للقوى العسكرية في معركتها لـ"إعادة الأمن إلى المدينة".
وكان الشيخ أحمد العمري، عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان ورئيسها السابق، قال الأحد، إن الهيئة توصلت مع المعنيين إلى وقف إطلاق النار بين الجيش اللبناني والمسلحين في طرابلس بعد يومين من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين.
وكانت هيئة علماء المسلمين في لبنان، دعت في وقت سابق الأحد، كافة الأطراف المتقاتلة في المدينة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لـ"درء الفتنة"، معتبرة أن الصدام مع الجيش "خسارة لا يستفيد منها إلا أعداء الوطن".
وتتعرض قوات الجيش اللبناني ومراكزها إلى اعتداءات من مسلحين مجهولين منذ أيلول/ سبتمبر الماضي خاصة في شمال لبنان، ومحيط بلدة عرسال على الحدود الشرقية مع سوريا.