ملفات وتقارير

سكان الموصل يلجأون للحطب وطرق بدائية لطهي الطعام

شهدت الموصل حركة نزوح كبيرة منذ بدء المعارك.. أما من بقوا داخل المدينة فيعيشون تحت الحصار (أرشيفية)

الحاج سعيد، خمسيني من الموصل يمشي في أحد شوارع المدينة، ويبدو عليه التعب وهو يتثاقل في خطواته بينما يحمل على ظهره كيسا فيه قطع من الخشب كان قد جمعها من منطقة الغابات والتي تقع داخل الموصل. تقف إحدى سيارات الاجرة بالقرب من الحاج سعيد الذي يلبس عقالا عربيا مهترئا، ويقول له سائق السيارة: "تكسي حجي" ، فيرد عليه الحاج سعيد: "لو كان عندي مبلغ يكفي لأركب سيارة أجرة لإيصالي لمكان ما، لما جمعت الحطب من أجل طهي طعامي أنا وأسرتي".

يقول الحاج سعيد لـ"عربي 21"، "منذ أشهر وأنا أعتمد على الحطب من أجل طهي الطعام، فقد وصل سعر أسطوانة الغاز إلى قرابة 50 الف دينار عراقي"، و"كل أسبوع أشد الخطى إلى منطقة الغابات، وأجمع ما يكفينا من اجل الطهي" كما يقول.

لكنه يستدرك قائلا بأنه "بدأ يخفف من ذهابه الى منطقة الغابات بعد أن منع تنظيم الدولة الإسلامية الناس من قطع الأشجار هناك، خصوصا بعد أن تحولت تلك المنطقة إلى منطقة شبه عسكرية للتنظيم". وأوضح الحاج سعيد أنه يعتمد بين الحين والآخر على أغصان الأشجار الموجودة في الأحياء القريبة من بيته الواقع في منطقة تل الرمان في الموصل".

وارتفع سعر أسطوانة الغاز في الموصل بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدينة، حيث يتراوح سعرها بين 35 إلى 40 دولارا، بعد أن كان لا يتجاوز سعرها 6 دولارات، وهذا دفع بالكثير من سكان الأحياء الفقيرة الى للاعتماد على الحطب في طهي طعامهم.

من جانبه، قال حسن النعيمي (23 عاما) وهو من سكان حي القادسية، أنهم بدأوا باستخدام "البريمز" أو ما يسمى بـ "الببور" في طهي الطعام، حيث يعتبره النعيمي عمليا واقتصاديا لأنه يعتمد على النفط الأبيض، مضيفا: "لقد انتشر الببور كثيرا في الموصل، حتى أن سعره كان لا يتجاوز 10 دولارات قبل دخول داعش، واليوم أصبح بـ50 دولارا بسبب الطلب عليه".

ويتابع النعيمي: "لكن المشكلة أيضا قائمة بسبب غلاء النفط الأبيض ومضاعفة سعره مقارنة بالأيام التي سبقت دخول التنظيم، وبدأنا باستخدام النفط الأبيض السوري بسبب سعره الرخيص".

ومن الطرائف التي رواها لنا النعيمي، أنهم يقومون بتسخين إبريق الشاي على "الببور"، ومن ثم يقومون باستخدامه كأداة لكي الملابس، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في الموصل. وينهي النعيمي حديثه معنا بقوله: "أصبحنا نستخدم الكثير من الطرق البدائية لقضاء الأعمال المنزلية.. يجب أن نتكيف مع الواقع الذي نعيشه لأن حياتنا في الموصل ستكون عصيبة لفترة طويلة".