المتطرف
الإسرائيلي أُصيب بأربع رصاصات في الصدر، وهو الآن في حالة حرجة لكنها مستقرة.
يهودا غليك، إسرائيلي وُلد في الولايات المتحدة، ناشط إسرائيلي من اليمين المتطرف وعضو بارز فيما تسمى حركة جبل
الهيكل.
عمل غليك على الوصول إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
في عام 2014، أسس غليك منظمة "حليبةHaliba " وهو الآن يرأسها، وهي منظمة هدفها "إعادة الحقوق الأساسية لليهود من حيث حرية العبادة وحرية الدخول إلى وحرية التجمع على جبل الهيكل".
تنظم تلك المجموعة جولات لمجمع المسجد الأقصى كلما أمكن ذلك عبر تخفيف القيود السياسية على دخول اليهود إلى المكان، لكن المنظمة تتعرض لانتقادات عديدة بسبب تبنيها أيديولوجية يمينية متطرفة.
غليك يترأس أيضا مؤسسة تراث جبل الهيكل، وعمل كذلك في معهد الهيكل، وهي منظمة هدفها النهائي هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل لثالث مرة في القدس. كما أنه عضو بارز في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويُرى على علاقة وثيقة بالجناح اليميني في الحزب.
يعيش غليك في جنوب الضفة الغربية في مستوطنة أوتنيل التي يقطنها يهود متدينون، وهو كذلك رئيس اللجنة المركزية في الليكود ليهوذا والسامرة.
قبل وقت قصير من إطلاق النار عليه يوم الأربعاء 29 أكتوبر، قام غليك بإلقاء محاضرة بعنوان "إسرائيل تعود إلى جبل الهيكل" في مركز مناحم بيغن للتراق. ولاحقا تم إطلاق أربع رصاصات عليه من مسافة قريبة على يدي مسلح يركب دراجة نارية، قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي لاحقا أنها قتلت المسلح، ليظهر أنه معتز حجازي، أسير محرر في الثانية والثلاثين من عمره.
قال غليك في محاضرته الأخيرة "سيقول الله لنا .. أنا أعلم أنه عندما تصل إلى هناك، فسيكون هناك من يلعنوك، سيطلقون عليك اليمين المتطرف، سيقولون إنك تحرق الشرق الأوسط، سيقولون إنك خطير، وسيقولون إنك تهلوس".
وتابع "لكنه سيقول لنا: إذا نهضتم ووصلتم إلى هناك، فسأسبغ عليكم نعمي وسينجح مسعاكم".
حضر الحفل عدد من أعضاء الكنيست اليمينيين البارزين.
عضو الكنيست موشيه فيجلين قال لوسائل الإعلام بعد حادثة إطلاق النار "التفت القاتل إلى غليك، وتأكد بعبرية تحمل لكنة عربية أنه في الواقع يهودا، ثم أطلق عليه عدة رصاصات من نقطة شديدة القرب" ثم تابع "ما حدث أمر فظيع، لكنه متوقع، كان غليك مهددا باستمرار، وحقيقة أنه لم يتم توفير حماية له على مدار الساعة تنم عن فشل حقيقي".
كثيرا ما احتل غليك عناوين الصحف لمحاولاته المتكررة دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، وقد تم القبض عليه عدة مرات من قبل الشرطة الإسرائيلية لمحاولته دخول الأقصى مرتديا ملابس دينية.
وفي وقت ما من العام الماضي، حُظر غليك من دخول المسجد الأقصى من قبل السلطات الإسرائيلية، إلا أنه سرعان ما بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا، وبعد 11 يوما رضخت السلطات وسمحت له بالدخول للمسجد على قدم المساواة مع بقية اليهود.
وخلال الأسبوع الماضي صرح غليك لصحيفة هآرتس "العنف يتصاعد كل يوم أكثر فأكثر، والشرطة بلا حول ولا قوة". وأكد أن "أداء الشرطة غير مقبول، نتنياهو يقيد أيديهم والأردنيون يقيدون أيديهم".
المسجد الأقصى مقدس لدى اليهود كما هو مقدس لدى المسلمين، فكما هو ثالث أقدس موقع في الإسلام، هو الأقدس على الإطلاق لدى اليهود الذي يشيرون إلى بقعته باسم جبل الهيكل.
وعلى الرغم من السماح لغير المسلمين من زيارة المكان، لا يُسمح لليهود بالصلاة هناك. وقد أثارت شائعات أن إسرائيل تستعد لسن تشريعات جديدة ستغير من الوضع القائم، أثارت احتقانا وأسابيع من الاضطرابات والاشتباكات داخل المسجد وفي ساحته.
ميرون رابوبورت، الكاتب الإسرائيلي اليساري علق قائلا إن "غليك كان أكثر اعتدالا من عدد من الجماعات اليمينية الأخرى. فهناك جماعات تقول بتدمير المسجد وتحويله إلى مكان لليهود فحسب".
ويؤكد رابوبورت إن "غليك استطاع اجتذاب الدعم من خارج الدوائر المحدودة التي تريد بناء الهيكل الثالث. فقط حصل على الدعم من الحاخامات، وهو أمر مهم جدا لأن معظم الحاخامات عارضوا دائما حتى مجرد زيارة جبل الهيكل، ناهيك عن الصلاة فيه".
وأضاف "لقد جعل قضيته حرية الصلاة وحرية العبادة وليس مسألة نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة. لقد حول الخطاب إلى خطاب حقوقي".
مطلب صلاة اليهود في الأقصى، والذي كان يُعد من المحرمات، اكتسب مكانة بارزة في السنوات الأخيرة، ربما بفضل الحملات التي قادها غليك.
ميري ريجيف، عضو الكنيست اليميني الذي يرأس لجنة الشؤون الداخلية ، قام بإجراء 14 جلسة حول هذا الموضوع منذ يونيو 2013، مقارنة بأربع جلسات فقط في السنوات العشر التي سبقت ذلك.
من ناحية أخرى، فإن اقتراحات تقسيم المسجد الأقصى، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل، تكتسب زخما كبيرا في المجتمع الإسرائيلي كذلك.