بثت إحدى القنوت الفضائية الحكومية في
إيران احتفالا بقرار النظام السوري باستحداث مدارس خاصة لتدرس
المذهب الجعفري الشيعي في
سورية.
وجاء الاحتفال الإيراني بعنوان "تشجيع التشيع في كتب المناهج السورية" عن طريق مدارس "شرعية شيعية"، بعدما كان معروفا عن المدارس الشرعية في سورية بأنها تدرس الفقه السني فقط.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوما رئاسيا يقضي بافتتاح مدرسة "شرعية شيعية" للذكور والإناث معا، في قرية رأس العين شرق مدينة جبلة لتدريس المذهب الجعفري، والذي لا يخالف المذهب الشيعي إلا من حيث التسمية الاعتبارية، وتتبع المدرسة إلى وزارة الأوقاف.
ونشرت "شبكة أخبار جبلة" الموالية للنظام السوري صورا حفل افتتاح المدرسة الشيعية التي أطلقوا عليها اسم "الرسول الأعظم الشرعية للمذهب الجعفري" في قرية رأس العين للموسم الدراسي 2014، و ذكروا أنها تتبع لمديرية التعليم الشرعية في وزارة الأوقاف، علما بأن اسم "الرسول الأعظم" هو اسم يستخدمه حزب الله لعدد من مؤسساته في لبنان.
وتضم المدرسة طلاب المرحلة الثانوية من مواليد الفترة بين 1998 و2001 ذكورا وإناثا على حد سواء. أما المناهج فتتضمن عشرة كتب خاصة بالمذهب الجعفري الشيعي، فضلأ عن المنهاج المقرر في الثانوية العامة في سورية.
وعمل مجلس الإدارة القائم على المدرسة لتشجيع المنافسة بين الطلاب، وذلك بتقدم المكافآت والهدايا للمتفوقين، وبعد التخرج يمكهم الالتحاق بالجامعات العامة، حيث يحق لطلاب هذه المدارس التسجيل بكافة الفروع الأدبية أو متابعة الدراسة في أقسام الشريعة.
يشار إلى أن شيعة العراق ولبنان وإيران يمارسون طقوسهم الدينية في عاشوراء، ومنها اللطم وجرح الجسم لإسالة الدم، في قلب العاصمة
دمشق في ظاهرة لم تعد غريبة عنها، وفي مسجد بني أمية التاريخي، فقد بث ناشطون عدة فيديوهات مسربة على وسائل التواصل الاجتماعي و"اليوتيوب" تظهر فيه العناصر الشيعية وهي تردد العبارات الطائفية داخل حرم المسجد الأموي (السني) في قلب دمشق.
ونشر موقع "شيعة نيوز" الإيراني في وقت سابق مقالا باللغة الفارسية، يشرح آلية عمل "جمعية كشافة الإمام المهدي" التابعة لحكومة طهران، والتي تنشط على الأراضي السورية، ضمن مدارس أطفال العاصمة دمشق.
وتقوم الجمعية على تعليم الأطفال مبادئ وطقوس المذهب الشيعي، وتركز على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادس والثمانية عشر، ضمن برامج خاصة وممنهجة تتضمن أيضا تلقينهم الأمور العقائدية والمذهبية، حسبما أكد الموقع.
ونشر الموقع صورا تظهر أطفالا في قلب العاصمة دمشق في الزي الأسود المتعارف عليه لدى أصحاب المذهب الشيعي، فضلاً عن العصبة "شعار لبيك يا زينب" على الرأس، حسبما وثقت الصور.
وتعتمد الجمعية الإيرانية بشكل رئيسي على الأطفال والمراهقين في مدارس دمشق، وكانت هذه الجمعية قد بدأت أعمالها في لبنان في ليله النصف من شعبان عام 1985.
ومن بين أوجه النشاط الشيعي في دمشق، إقامة المعارض التي تتضمن كتباً إسلامية مع وضع كتب
الشيعة بينها. وهذه المعارض تُقام إما في المركز الثقافي الإيراني في ساحة المرجة وسط دمشق، أو في حي المزة ضمن السفارة الإيرانية أو المكتبة المركزية للجامعة، بالإضافة إلى الندوات التي تُقام في فترات متقطعة في مكتبة "الأسد" وتارةً أخرى في المراكز الثقافية أو في منطقة السيدة زينب، هذا فضلا عن المهرجانات الخطابية التي تتم في أعياد الشيعة، كذكرى عاشوراء. ويتركّز النشاط الشيعي في هذه المواسم إما في منطقة السيدة زينب أو في حي الأمين.
ويتم أيضا تقديم تسهيلات وتشجيع الدراسة في حوزات السيدة زينب، حيث تكون مجّاناً مع راتب شهري للطالب دون شروط.
وكان النظام السوري قد سنّ قوانين تشرعن توطين موالين له من العراق ولبنان في أملاك المهجرين السوريين الفارين جراء المعارك الدائرة في بلادهم. القرار يطرحهُ النظام السوري بحلة اقتصادية ودواع إنسانية تسمح لأجهزته بفتح منازل المدنيين وتأجيرها بعقود مع نظامه، فيما تعتبره المعارضة السورية امتدادا جديدا للمقاتلين الشيعة في سورية وتوطينهم فيها من قبل نظام دمشق بحلة مدنية وقانونية.