أعلنت "
الجبهة السلفية"، الجمعة، إطلاق "انتفاضة الشباب المسلم" لتدشين "
ثورة إسلامية" في
مصر، تستهدف "تطبيق الشريعة الإسلامية وإسقاط حكم العسكر".
وقالت الجبهة -وهي إحدى مكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية- في بيان لها نشرته على صفحتها في "فيسبوك" إن فعاليات تلك الانتفاضة ستنطلق يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، واصفة تلك الخطوة بأنها "معركة الهوية".
وأضاف البيان، أن الحراك العلماني هو الذي فوض السيسي "ليقتل هو وجنوده الشباب المسلم في كل شوارع مصر، ويتعرض للأعراض والحرائر ويعتقل عشرات الآلاف، ويمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ويسعى في خرابها وحرقها، قبل أن يصادرها ويؤممها، وبعد أن وضحت الصورة كاملة، آن للشباب المسلم أن يطلق انتفاضته ويعلن ثورته، لنفرض الهوية الإسلامية".
وطالب البيان المصريين بإطلاق "ثورة إسلامية بعيدا عن العلمانية، فلنسقط قداسة الدساتير والبرلمانات والوزارات والحكومات، ثورة للهوية لا تبقي ولا تذر، ترفع راية الشريعة لإعادة الحق وتحقيق القصاص، ولتحقيق عبودية الناس لله في الأرض، فتقيم الشرائع كأصل للدساتير وأساس للقوانين، ورفض الهيمنة الأمريكية والسيطرة الإسرائيلية، الذين يحتلون أرضنا ويسرقون مقدراتنا ويقسمون أمتنا ويقتلون شعوبنا، ضد نظام العمالة المأجورة، وضد كل منظمات الدولة العميقة لتنتزعوا بها حقوق الفقراء والمطحونين وتنحازوا للمهمشين، وتعيدوا أموال الشعب التي يتصرف فيها حفنة السراق"، وفق البيان.
واللافت في بيان الانتفاضة أنه جعل إسقاط العسكر ثالث أهدافها بعد فرض الهوية الإسلامية الذي تصدر الأهداف، تلاه رفض الهيمنة الغربية.
ليس خروجا على التحالف
من جانبه، قال القيادي بالجبهة السلفية، أحمد مولانا إن "انتفاضة الشباب المسلم"، التي دعت لها الجبهة "تعد تطورا نوعيا يتضمن دعوة تجديدية لإحياء قضية أصلية في الإسلام، حيث ستركز على الشريعة الإسلامية باعتبارها قضية جوهرية تهم كل مسلم في مصر بغض النظر عن انتماءاته السياسية أو الفكرية"، على حد قوله.
وأضاف القيادي بالجبهة السلفية: "من المتفق عليه أنه لا يكون المسلم مسلما إذا كان يرفض تطبيق الشريعة الإسلامية، نافيا أن تحمل هذه الفعاليات أي توجه طائفي".
أما القيادي بالجبهة السلفية، الدكتور سعد فياض، فقال إن الانقلاب الذي حدث في مصر له ثلاثة أركان، "الأول علماني ضد كل ما هو إسلامي، ومقصوده استهداف الهوية الإسلامية وفرض علمنة متطرفة متفسخة على الوطن، والثاني سياسي يفرض العسكر كطبقة آلهة فوق الرقاب، ويسحق كل معارضة أو رفض لذلك، والثالث مدعوم خارجيا لتحقيق مصالح اللوبي الصهيوأمريكي في المنطقة وتسخير مقدرات مصر لخدمة هذا اللوبي".
وأضاف فياض أن التحالف الوطني لدعم الشرعية باعتباره واجهة سياسية يركز جهوده على استعادة الحياة المدنية ورفض حكم العسكر، مشيرا إلى أن انتفاضة الشباب المسلم ترى أن ذلك يعد جزء من الحل، لأنه كسر للظلم وفتح لباب الحريات، ولكنه ليس كل الحل، "وإنما العودة للشريعة الإسلامية هي الحل والملاذ والخلاص الحقيقي من جميع أزمات وكوارث البلد السياسية والأمنية والأخلاقية والاقتصادية"، بحسب فياض.
وأوضح أن العالم الآن بدأ ينقلب على الديمقراطية وينتقدها، ويعتبرها نظاما فاشلا، ونحن أولى بذلك لأن الديمقراطية كعقيدة نقيض لعقيدة الإسلام التي تؤمن أن القرآن هو مصدر الدساتير، وكآلية أضعف وأقل من الشورى في الإسلام، وكنظام ليست إلا امتدادا لهيمنة النظام الغربي.
وتابع: "فالواجب لتصحيح المسار أن تجتمع مكونات المجتمع وأطيافه حول الهوية الإسلامية التي توحد الصف الداخلي بحضارته المستقلة عن الهيمنة الخارجية، والجميع يقول أن إسقاط حكم العسكر لن ينهض بالبلد بسبب الانهيار الأخلاقي والقيمي في المجتمع، وهذا لا حل له إلا بالعودة للشريعة الإسلامية".
واستطرد القيادي بالجبهة السلفية أن انتفاضة الشباب المسلم هي محور كلي في الثورة ليست بديلا ولا داعما لآخر، "ولو افترضنا عودة الرئيس محمد مرسي غدا فستستمر فعاليات هذه الانتفاضة ولن تتوقف"، مشيرا إلى أن من يريدون تنقية الراية حول الشريعة فقط كأصل الأصول الذي لا يجوز الاختلاف عليها، فهم أولى الناس بمعركة الهوية وهذه الانتفاضة".
الإخوان تدعمها
وقال مصدر مطلع في جماعة الإخوان المسلمين لـ"عربي21" إن الجماعة ترحب بأي حراك على الأرض يسعى لإسقاط
الانقلاب العسكري والمطالبة بالقصاص للشهداء، مؤكدا تفاعل أعضاء الجماعة مع كل فعالية في هذا الاتجاه أيا كان من يقف وراءها.
وأكد المصدر -الذي رفض الإفصاح عن هويته- أن جماعة الإخوان المسلمين هي بالأساس جماعة دعوية تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، لذلك فإن أهداف انتفاضة الشباب المسلم لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع الأسباب التي تم تأسيس الجماعة من أجلها قبل أكثر من ثمانية عقود.
وتصدر هاشتاج #انتفاضة_الشباب_المسلم قائمة أعلى الوسوم تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت خلال ساعات قليلة من تدشينه، للتنويه عن فعاليات ثورية سيتم الإعلان عنها فيما بعد لمواجهة النظام الحاكم.
وأكد المتفاعلون على الهاشتاج أنهم سيقومون بفعاليات ميدانية وأخرى على شبكة الإنترنت يرفعون فيها راية الشريعة وإعلاء الهوية الإسلامية فقط.