كشفت مصادر قيادية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (
فتح)، النقاب عن أن عددا من وزراء الحركة السابقين من قطاع غزة بعثوا برسالة عاجلة لرئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، ناشدوه فيها وقف دعم
الإعلام المصري ضد غزة وعدم تغذيته بالتشويه لحركة
حماس.
وأوضحت هذه المصادر، التي طلبت عدم التصريح بأسمائها، أن هؤلاء الوزراء، ومن بينهم وزير العدل الأسبق فريّح أبو مدين، وهو من قطاع غزة وكان مستشارا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بعثوا برسالة إلى عباس طالبوه فيها بوقف دعم الإعلام المصري ضد قطاع غزة، وعدم تغذيته بالتشويه لحركة حماس، لأن رد الفعل المصري بدأ يطال جميع الفلسطينيين من كافة الفصائل، وأن الكراهية المصرية أصبحت تطال الكل، بل إن هناك خشية الآن من إقدام مصر على ضرب غزة. وناشدوا الرئيس عباس وضع حد لما وصفوه بـ"المهزلة".
وأكدت المصادر ذاتها، أن رئيس سلطة رام الله، لم يرد على الرسالة إلى الآن.
نائب: عباس انقلب على التوافق ومن الضرورة الوطنية خلعه من المشهد السياسي
وفي سياق متصل، هاجم النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى موسى العبادسة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل غير مسبوق، مؤكدًا أنه "يختطف السلطة" ويحاول عدم تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، مشددًا على ضرورة "أن يغيب هذا الرجل عن المشهد السياسي الفلسطيني خدمة للقضية الفلسطينية".
واعتبر العبادسة في تصريح مكتوب، أن "عباس وكتلة فتح البرلمانية ليست لديهم رغبة حقيقية في عقد جلسة موحدة لتفعيل المجلس التشريعي".
وأشار إلى أنه ومنذ اليوم الأول لفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية (عام 2006) بدأ الانقلاب على نتائج الانتخابات من خلال عدة طرق وأساليب مختلفة كان أبرزها التآمر في تغيب النواب في سجون الاحتلال.
وأوضح النائب العبادسة أن المجلس التشريعي تم تعطيله بقرار من محمود عباس بشكل قسري في الوقت الذي لم تفلح فيه حركة "فتح" من تغييب النواب في سجون الاحتلال وإيقاف عمل المجلس التشريعي.
وقال إن "عباس لن يدعو المجلس التشريعي للانعقاد في الوقت المتفق عليه منتصف تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري، وليس في تفكيره أن ينعقد المجلس التشريعي، فهو خطف الحكومة بطريقة انفرادية وتوقف عن دعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير وعن دعوة التشريعي للانعقاد"، وفق تعبيره.
وتساءل النائب العبادسة: "هل تصرفات عباس تعبر عن رغبات شخصية ثأرية انتقامية أم أنها تعبر عن توافق مع مصالح إسرائيلية ومصالح دولية ومصالح إقليمية هدفها تغييب الإسلام السياسي عن المشهد؟".
وأكد أن الظروف تجعل أي جهود مبذولة لتفعيل المجلس التشريعي "جهودا ضائعة ولا تلقى أي إجابة"، موضحا أن "المصالحة الفلسطينية والشراكة الوطنية ليس لها أفق في حالة الاستفراد التي يعيشها الشعب الفلسطيني".
وطالب النائب العبادسة "بإعادة النظر في مجمل المشروع الوطني ومجمل النظام السياسي الفلسطيني"، وقال: "يجب أن يحاول الجميع لتجاوز موضوع السيد محمود عباس لأنه أصبح جرثومة العمل الوطني الفلسطيني"، حسب تعبيره.
واعتبر أن الحالة الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تتعافى ما دام هذا الرجل رأسا للنظام السياسي الفلسطيني.
وأكد أنه "أصبح لزوما ومن الضرورات الوطنية أن يغيب عباس عن المشهد السياسي الفلسطيني بطريقة توافقية"، موضحًا أن "ولايته انتهت وتم تثبيتها من خلال الجامعة العربية بطريقة غير مقبولة، وحاول شرعنة نفسه من خلال التوافق الوطني، وهو الآن ينقلب على التوافق الوطني.. لذلك فلا شرعية له ما لم يمض في مشروع التوافق الوطني"، وفق قوله.