أعلن مسؤول في هيئة الآثار الليبية الأحد أن مجهولين استولوا السبت على
تمثال يجسد شخصية شيخ الشهداء
عمر المختار وهو يمتطي صهوة جواده وكان موضوعا أمام مقر المجلس البلدي لمنطقة الماية على الطريق الساحلي غرب العاصمة الليبية طرابلس.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “التمثال الأثري اختفى في ظروف غامضة مماثلة للظروف التي اختفى على إثرها الثلاثاء الماضي التمثال الأثري المعروف باسم "الحورية والغزالة" الذي يعتبر من أهم المعالم التاريخية وسط العاصمة طرابلس″.
والماية هي إحدى مناطق جنزور وتقع في الناحية الغربية منها وتعتبر النهاية الفاصلة بين جنزور ومدينة الزاوية (60 كلم غرب).
وكان المجلس البلدي للعاصمة الليبية أعلن منتصف الأسبوع
اختفاء التمثال الأثري المعروف باسم “الحورية والغزالة” الذي يعتبر من أهم المعالم التاريخية للعاصمة طرابلس.
وقال المجلس البلدي لمدينة طرابلس إن هذا التمثال يعد “من أهم وأعرق المعالم التاريخية في العاصمة طرابلس″.
وفيما أدان المجلس الفعلة، تعهد بالحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للمدينة لافتا إلى أن الجهات الأمنية شرعت في التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة.
وميدان الغزالة أو نافورة الغزالة والحسناء كما يعرف في طرابلس، هو ميدان صغير به نافورة بها تمثالان هما تمثال “الحورية والحسناء” أو “الغزالة والحسناء” ويمثلان مشهدا فنيا لامرأة تمسك بجرة وتعانق غزالة. وصمم النافورة فنان إيطالي يدعى أنجلو فانيتي مطلع ثلاثينيات القرن العشرين إبان الاحتلال الايطالي لليبيا.
ويعد الميدان من أهم الميادين وأقدمها في المدينة كونه مفترق للطرق في وسطها وبالقرب منه يوجد فندق الودان التاريخي والفندق الكبير وميدانه وإنشاءات فندق إنتركونتننتال، وتتفرع منه شوارع رئيسية.
وقال أحد الشهود إن “التمثال قد أقتلع من مكانه من قبل جماعة مجهولة فجر الثلاثاء، وعلى الأرجح بسبب الملامح العارية للحسناء والتي يرفضها البعض لأسباب دينية”.
وسبقت الحادث عدة تهديدات، إذ تعرض التمثال في وقت سابق لاستهداف بصاروخ (أر بي جي) محدثاً ثقبا في مجسم الحسناء الشهر الماضي، إضافة إلى تهديدات بإزالته من قبل جماعات إسلامية متشددة في العام 2012.
ونددت الهيئة العامة للثقافة والإعلام في الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليا الأربعاء بإزالة المعلم التاريخي “الغزالة والحسناء” وقالت في بيان “إن هذه الأعمال المتخلفة تدل على ضيق أفق من قام بها وسواد فكره وتصحر ثقافته وأن تواجدهم يشكل خطرا على
ليبيا”.
وأضافت أن التمثال يعد “تراثا إنسانيا لا ينبغي المساس به” ، داعية “المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو والشعب الليبي للعمل على حماية هذا التراث الإنساني من الذين لا تاريخ ولا حضارة لهم”.
وأضافت أن “الظلاميين والمتطرفين والإرهابيين” حاولوا أكثر من مرة العبث بمعلم الغزالة والحسناء ولم يفلحوا إلا أنهم نجحوا هذه المرة مستغلين غياب الدولة وسلطتها على العاصمة”.
وشهدت العاصمة ومدن ليبية أخرى عدة عمليات استهدفت معالم دينية وأضرحة على أيدي جماعات إسلامية وصفتها السلطات الليبية بالمتطرفة.
وتعتبر ليبيا بلدا غني بالموروث الثقافي والإنساني إذ تحوي عدة مناطق في غرب البلاد وشرقها على آثار للحضارات الإغريقية والفرعونية والرومانية.