أطلقت
روسيا العمل بمنظومة إعلامية جديدة متطورة ممولة حكوميا، تحمل اسم "سبوتنيك"، تهدف إلى مجاراة وسائل الإعلام الغربية، ونشر وجهة نظر روسيا مقابل
الدعاية الإعلامية الأجنبية.
الخطوة التي كشفت عنها روسيا الاثنين، تأتي حسب مراقبين، بعد أن أظهرت الأحداث في أوكرانيا عجز وسائل الإعلام الروسية بما في ذلك الناطقة باللغات الأجنبية في التأثير على الرأي العام العالمي.
وقال المدير العام لوكالة أنباء "روسيا اليوم"، دميتري كيسيلوف، أثناء عرض المشروع الجديد في موسكو إن وكالات الأنباء الروسية ستواصل عملها بما في ذلك الخدمات والنشرات الإخبارية.
وكانت السلطات الروسية قررت إغلاق إذاعة صوت موسكو، ووكالة أنباء "ريا نوفوستي" وجمعهم في إطار إعلامي جديد تحت اسم "روسيا سيفودنيا" أي "روسيا اليوم".
ووفقا لما قاله "كيسيلوف" فإن
منظومة "سبوتنيك"، تهدف إلى إقامة مجمعات إعلامية في 120 مدينة في 34 بلدا تبث بثلاثين لغة وتقدم تصورا متنوعا يعكس تعدد الثقافات والألوان الحضارية.
وأشار إلى أن كل مجمع إعلامي يضم بث إذاعي وشريط إخباري إضافة إلى البث التلفزيوني وسيعمل في كل مجمع ما بين 30 و80 صحافيا موهوبا على حد قوله.
وأوضح أن هذه المجمعات ستعمل من لندن وواشنطن وبيونس أيرس وهلسنكي وبلغراد والقاهرة وغيرها، مشيرا إلى أن مجموع ساعات البث مجتمعة ستصل إلى 800 ساعة يوميا.
وكانت السلطات الروسية أطلقت قبل عشرة أعوام قناة "روسيا" الناطقة باللغات الإنجليزية والعربية والإسبانية. وتبث وكالة أنباء روسية تحمل نفس الاسم شريطا إخباريا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والانجليزية ويجري العمل على إعداد شريط إخباري باللغة الصينية.
وعمدت الإدارة الجديدة الى اعتماد اسم "سبوتنيك" لتسويق المنتج الإعلامي الروسي الجديد اقتباسا من أسماء السفن الفضائية والصواريخ الروسية ذائعة الصيت والمعروفة لدى الملايين من الناس في كافة أنحاء العالم.
ويعتقد "كيسيليوف" أن "ملايين الناس مهتمون بالإطلاع على الأخبار التي ستنقلها منظومة (سبوتنيك) الجديدة لأنهم ضاقوا ذرعا من الدعاية السياسية الغربية التي تملا الإذاعات والتلفزيونات في كافة أنحاء العالم وتعمل على إثارة الفتنة بشكل وقح ضاربة القانون الدولي بعرض الحائط ويريدون الحصول على وجبات اكثر موضوعية وغير منحازة عن التطورات في العالم".
ويخطط "كيسيلوف" أن يشمل البث الكثير من اللغات منها الروسية والإنجليزية والعربية والبولندية والكازاخية والأذربيجانية والصربية والتركية والأزبكية والأوكرانية وغيرها الكثير.
وأوضح أن تجربة البث باللغات الأجنبية من موسكو لم تأتي بالنتائج المرجوة لذا اتجهت الأنظار للبث من عواصم مختلفة من العالم ونقل صورة الحدث بأعين محلية وليس من موسكو.