كشفت صحيفة هآرتس، الأحد، عن وثيقة سرية عرضها الاتحاد الأوروبي قبل ثلاثة أسابيع على أعضائه؛ لفرض عقوبات جديدة على
إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين وموظفين إسرائيليين كبار قولهم إنّ هذه العقوبات تأتي بسياق رفض إسرائيل للتجاوب مع المجتمع الدولي، واستمرارها في مشروعها
الاستيطاني، وتهويد
القدس المحتلة، وهو ما يجعل "حل الدولتين متعذرا".
وأكدت هآرتس أن الوثيقة سرية للغاية وأن الاتحاد طلب من مندوبي الدول الذين تلقوها إبقاءها ضمن دائرة ضيقة وعدم نقلها لإسرائيل في هذه المرحلة.
وتتضمن الوثيقة بحسب الصحيفة اقتراحا بعقوبات تفرض ردا على كل خطوة إسرائيلية. فضلا عن اقتراح بتحديد المنتجات من المستوطنات بشبكات التسويق في الاتحاد، وتقليص التعاون مع إسرائيل في مجالات مختلفة؛ بل وردود فعل تطال اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.
وتأتي الوثيقة بحسب المصادر المطلعة لتؤكد عدم تسامح الاتحاد بشأن الاستيطان وإبقاء حل الدولتين على قيد الحياة، بعد الإحباط الكبير الذي أصاب الأوروبيين بسبب السياسات الإسرائيلية المتعنتة.
وشددت هآرتس على أنّ السرية التي تحاط بها الوثيقة تثير مخاوف كثيرة لدى إسرائيل؛ خاصة وأن الذي أعد مسودتها هو رئيس قسم الشرق الأوسط في السلك الدبلوماسي الأوروبي كريستيان بيرغر. ويعتبر الأخير مهندس عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد المستوطنات في تموز 2013.
إسرائيل تنتقد
وفي سياق متصل انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، خلال اجتماعه، الأحد، في القدس المحتلة اليوم مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، ما قال إنه "ربط علاقات
أوروبا وإسرائيل، بالعلاقة الفلسطينية الإسرائيلية"، وحذر من تسمية أعمال البناء في القدس المحتلة "استيطان".
وبحسب تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة، قال ليبرمان: "ليس منطقيا أن يتم الربط بين مستوى العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، وطبيعة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن أي محاولة من هذا القبيل تعكس توجها خاطئا لا يساهم في تحقيق الاستقرار".
وأضاف ليبرمان أن "إسرائيل بذلت جهودا كبيرة في الأيام الأخيرة من أجل تهدئة الأوضاع في القدس"، وتابع: "إننا لن نقبل أبدا بوصف أعمال البناء في الأحياء اليهودية في القدس بأنها عمليات استيطانية".
وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن أمله أن يتمخض اجتماع وزراء خارجية الدول الأوروبية غدا عن "توجه أكثر اتزانا تجاه إسرائيل".
وبحسب الإذاعة نفسها، قال الوزير الألماني إن "وزراء الخارجية الأوروبيين سيعربون غدا عن أملهم في تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وفي تجنب تصاعد أعمال العنف في المنطقة".
وأضاف شاينماير أن "الهدوء لن يتحقق دون عملية سلام، وبالتالي يتعين على الجانبين عدم القيام بخطوات من شأنها عرقلة مثل هذه العملية".
كما أعرب عن خشيته من "الخلط بين قضايا سياسية ودينية بشكل يمس بفرص تحقيق السلام".